قالت صحيفة "هافنجتون بوست" الأمريكية، أنه بينما يسارع العلماء الآن للتعريف بفيروس "زيكا"، يترواد سؤال هام جدا على أذهان معظم الأشخاص، وهو إذا كان الفيروس معروف منذ عام 1947، هل بدأت جهود البحث عن علاج في 2016؟ ونقلت الصحيفة عن الدكتور "أنتوني فوسي" مدير المعهد القومي للحساسية والأمراض المعدية، اعترافه بأن الفيروس غير مدون في أية دولة، حيث قال خلال مؤتمرا صحفيا الخميس الماضي، "قبل هذا الوقت لم نبذل أي جهودا ضد زيكا"، مضيفا "لا يوجد علاج وأي لقاح لهذا المرض، وتشخيص المرض يستغرق فترة تصل إلى أسبوعين في المختبرات المتخصصة". ووضحت الصحيفة الأمريكية، أنه من أجل زيادة البحوث حول تهديد فيروس زيكا، أجرى المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، عدة تنبيهات لمجتمعات الأبحاث بالولايات المتحدة التي ترغب في تمويل الأبحاث حول الفيرس، بدء من دوات التشخيص والعلاجات واللقاحات إلى البحوث الأساسية في كيفية عمل الفيروس وعلم الأحياء من البعوض الذي ينتمي له. ورأت الصحيفة، أنه بالنظر إلى ما يقرب من 4000 طفل البرازيلي مولود في الأشهر الأربعة الأخيرة مع صغر حجم الرأس - من عيب خلقي قد يكون مرتبطا بفيروس زيكا - تبدو هذه الجهود الآن قليلة جدا ومتأخرة جدا. الصحيفة الأمريكية لفتت إلى أن هناك سبب وجيه لهذا النقص في البحوث، فزيكا لم يعتبر تهديدا صحيا خطيرا حتى عام 2013، بعد اصابات كبيرة في فرنسا والتي لاتزال يتم الربط بينها وبين الفيرس. ولكن في عام 2015، شهدت البرازيل تفشي فيروس زيكا على نطاق واسع حتى الآن، وصل إلى 1.5 مليون شخص مصاب بالفيروس، عندها فقط بدأ العلماء ربط بينها وبين المرض، ومعظمها أعراض مرض ينقله البعوض كعيوب خلقية. أعراض زيكا كالحمى والتهاب الملتحمة، وآلام المفاصل وطفح جلدي - قصيرة الأمد، خفيفة، وباهتة بالمقارنة بتلك التي ينقله شقيقه والمعروفة ب"حمى الضنك"، فمعظم الاشخاص الذين يصابون بفيروس زيكا حتى لا يعرفون أن مصابون به. وعلى غرار فيروس إيبولا، التي أصابت حتى 2014 أقل من 2000 شخص على مدى 50 عاما، وليس هناك طريقة جيدة لاختبار القاح لمعرفة ما اذا كان يعمل على أي فيروس آخر حتى أصاب عدد كبير من السكان. من جانبه قال مايكل اوسترهولم، مدير مركز بحوث الأمراض المعدية والسياسة في جامعة مينيسوتا، إنه "كان فيرس زيكا الغامض يتواجد في أجزاء من أفريقيا وجنوب المحيط الهادي، ولكن ضمن الأولوية على شاشة ردار أي شخص.. ولكن الآن بعد علامته الواضحة على صغر حجم الرأس أصبح الأمر أكثر تغيرا"، مشيرا إلى أنه من المنطقي أن باحثي الصحة العالمية لديهم أولويات أخرى، وأمراض أكثر واسعة النطاق من زيكا. لحسن الحظ، أنفق المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية بالفل ما يقرب من 100 مليون دولار على الفيروسة المصفرة وهي عائلات الفيروسات التي من ضمنها زيكا، جنبا إلى جنب مع غرب النيل وحمى الضنك والحمى الصفراء، وذلك لأن هذه الفيروسات ترتبط ارتباطا وثيقا ببعضها البعض، فيمكن أن تكون الأعمال السابقة حول اللقاحات لحمى الضنك او غرب النيل فعالة لفيروس زيكا في نهاية المطاف.