ازدياد حالات التحرش والاغتصاب داخل الجيش الأمريكى بنسبة مُقلِقة، أخرج وزير الدفاع تشاكل هاجل عن هدوئه، فقد عنف الرجل جيشه بشدة أول من أمس، عندما وصف الاعتداءات الجنسية بأنها «آفة»، فى كلمة ألقاها أمام خريجى الأكاديمية العسكرية الأمريكية فى ويست بوينت، حيث يواجه رقيب بالجيش اتهامات بتصوير طالبات فى أثناء استحمامهن. وقد أدان هاجل هذا السلوك بأقوى الكلمات، وقال إن «التحرش الجنسى والاعتداء الجنسى فى الجيش خيانة قوية لقَسَم مقدَّس وثِقَة مقدَّسة.. هذه آفة يجب القضاء عليها». وجاءت كلمة وزير الدفاع الجديد بعد يوم من توجيه الرئيس الأمريكى باراك أوباما رسالةً مماثلة إلى الخريجين فى الأكاديمية البحرية الأمريكية قائلا إن الاعتداءات الجنسية تهدِّد بتآكل الثقة والانضباط فى القوات المسلحة الأمريكية. وعانت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» فى الأسابيع القليلة الماضية فضائحَ جنسيةً من بينها حالات اتُّهم فيها مدافعون عن ضحايا الاعتداء الجنسى بارتكاب جرائم جنسية. وقدّرت دراسة نشرتها وزارة الدفاع قبل أسبوعين أن البلاغات عن علاقات جنسية قسرية فى الجيش تراوحت بين التحرش والاغتصاب زادت بنسبة 37% فى عام 2012 لتصل إلى نحو 26 ألف حالة مقابل 19 ألف حالة فى عام 2011. وقال الجيش إن 4 اتهامات وُجهت الأسبوع الماضى إلى الرقيب مايكل مكلندون من بينها الأفعال غير اللائقة والتقصير فى أداء الواجب والقسوة. وسبَّبَت الحوادث حرجًا للجيش الأمريكى ودفعت أعضاء فى الكونجرس إلى طرح تشريع يستهدف جعل تعامل البنتاجون مع الجرائم الجنسية أكثر صرامة. وأشار هاجل فى كلمته إلى أن تقليص الميزانية يؤثر على استعداد الجيش ومعنوياته، لكنه ذكر الاعتداء والتحرش الجنسيَّين إلى جانب أشياء أخرى كتهديدات متزايدة للقوة الأمريكية. وفى الأسبوع الماضى كان وزير الدفاع أمهل كبار الضباط أسبوعًا للتوصُّل إلى خطة لمناقشة المشكلة مع جميع الجنود وضمان حصول من يتعاملون مع المجنَّدين الجدد وضحايا الاعتداءات الجنسية على التدريب الملائم والمؤهلات المناسبة. ومن خلال الحملات التعليمية يدرس الجنود أساسيات مثل كيفية التأكد من أن الطرف الآخر يرغب فى المشاركة فى تعامل من قرب أو كيفية التدخل كأحد المارة إذا تَبيَّن أن موقفًا متأزمًا بسبب تناول شخص ما للخمر يمكن أن يؤدى إلى سلوك غير لائق. ودخلت حملة «أنا قوى» لمنع الاعتداءات الجنسية بالجيش عامها الخامس، ويتدرب جميع الجنود الجدد فى إطارها على مجموعة من القواعد الجنسية. كان الجنرال مارتن ديمبسى رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة حذَّر منتصف الشهر الماضى من أن الجيش يفقد ثقة النساء اللاتى يعملن به بسبب «أزمة» الاعتداءات الجنسية.