عاشت "التحرير" لحظات الألم والحزن مع أسرة الشهيد النقيب محمد فؤاد، ابن قرية الملاحة التابعة لمركز سيدى سالم التابع لمحافظة كفر الشيخ، الذى استشهد فى كمين العتلاوى بالعريش الأربعاء الماضى. فى البداية أكدت أمل، شقيقة الشهيد، أنه كان معها عند جدته قبل سفره بيوم واحد "كان آخر مرة كنا عند جدته فى البيت، ووصلنى لبيتى، وبيقولى مش هتسلمى عليا يا أمولة ولا إيه، حبيبى اللى حرمونى منه كان جايب 96% ويقول عاوز أدخل شرطة وعاش عمره عذاب فيها ومقعدناش معاه ومتمتعناش بأخونا".
وأضافت والدته قائلة "محمد كان عارف إن الإرهاب داخل عليه ومهربش علشان هو شجاع وما سبش بلده وواجه الإرهاب وضحى بحياته علشان مصر، وارتاح من الدنيا، أنا فرحانة وباقول للناس كلها باركولى أنا أم البطل". وقالت جدته "كان أصلح الناس وكان ابن ابنى الغالى البكرى كان بيجيلى ويفرح قلبى دايما، منهم لله الظلمة أشوف فيهم يوم وكل من حرق قلب الناس مايشوفش يوم حلو"، كان معايا قبل ما يسافر ويقولى ادعيلى يا ستى شوفتى يوسف ابنى أقوله هاموت يا محمد يقولى دا إنتى هتجوزى يوسف ابنى زى ما جوزتينى". وأكد والد الشهيد "أنه ذهب لقضاء 15 يومًا فى مأمورية حق الشهيد فى العريش، لكنه عاد شهيدا بدلاً من أن يعود، ويربى نجله الذى لم يكمل عامه الأول"، مشيرًا إلى أنه يحتسبه عند الله من الشهداء، لكنه يطالب بالقصاص لكل الشهداء، وأقول للخونة الإرهابيين فى عيد الشرطة "احتفلنا بشهادة أبنائنا فى عيدهم وسنظل لذكراهم أوفياء وسنظل على عهودنا باقين ومستعدين لدفع حياتنا من أجل مصر". وأوضح والد الشهيد قائلاً "استشهد ابنى قبل انتهاء مهمته وعودته بثلاثة أيام فقط ليترك وراءه أرملة وطفلا رضيعا، لم يكمل عامه الأول بعد"، مشيرًا إلى أنه اتصل به قبل الحادث بيوم واحد، وأوصاه أن ياخذ باله على نفسه وعلى والدته وأشقائه وطفله وزوجته الدكتورة الشيماء يسرى، التى تعمل طبيبة أسنان. واستكمل والد الشهيد النقيب محمد فؤاد قائلاً "محمد كان دايما بيقول إحنا لازم ننضف البلد من الإرهابيين اللى كل يوم بيغتالوا زمايلنا، إحنا اتخلقنا علشان نكون فداءً لمصر والمصريين وهناخد الرصاصات فى صدورنا مكانهم"، محمد كان نفسه يموت شهيد وتأثر باستشهاد صديقه النقيب أحمد حجازى، ابن منشأة عباس بسيدى سالم، لأنهم كانوا أصحاب أوى، حتى إنه بعد موت حجازى قالى يا بابا أنا نفسى أموت شهيد حجازى مش أحسن مننا كلنا فداء مصر". يذكر أن الشهيد استشهد الأربعاء الماضى ضمن 8 من أفراد كمين العتلاوى بوسط مدينة العريش عقب الهجوم عليه، وراح ضحيته 5 من أبناء محافظة كفر الشيخ بينهم الشهيد وزميله و3 مجندين.