مستشار وزير الري الأسبق: الخزان عمره 20 ألف سنة.. وليس اكتشافًا جديدًا أعلن الدكتور حسام مغازي، وزير الري والموارد المائية، اليوم الإثنين، اكتشاف مصدر جديد للمياه الجوفية في مصر، يكفي لأكثر من 100 عام، وهو الخزان الجوفي النوبي، رغم أن التقديرات الأولية، تشير إلى أن عمر الخزان نحو 20 ألف سنة، وقدرت كمية المياه به بنحو 66 ألف مليار متر مكعب. "مغازي" خلال زيارته لمحافظة المنيا اليوم؛ لتفقد منطقة آبار مشروع المليون ونصف المليون فدان، ذكر أن الاكتشاف يُعد مصدرًا جديدًا للمياه الجوفية، يغذي جميع الآبار المستخدمة بمشروع المليون ونصف المليون فدان، منوهًا بأن الخزان يمتد في 4 دول، "مصر، السودان، تشاد، وإريتريا". الدراسات المعدة مسبقًا في ملف الخزان الجوفي النوبى، أثبتت أنه يغطي مساحة 700 ألف كيلومتر مربع في مصر، تضم الوادي الجديد وهضبة العوينات ومنطقة توشكى في الجنوب الغربي؛ ليمتد شمالًا إلى سيوة، فضلًا عن أن هذا الخزان تكون منذ 30 ألف عام، ويصل سمك الطبقة الحاملة للمياه إلى 350 مترا عمقا، وتصل درجة ملوحة المياه فيه حول الواحات بالوادى الجديد من 250 إلى 500 جزء من المليون وتزيد الملوحة كلما اتجهنا شمالًا. الدكتور ضياء الدين القوصى، خبير الموارد المائية، ومستشار وزير الري الأسبق، كشف ل"التحرير" أنه من المتعارف عليه أن الخزان النوبى معروف وجوده منذ عشرات السنين، والجميع يعلمه جيدًا كمصدر هام للمياه الجوفية، إذ تعوم فوقه دول السودان وليبيا وتشاد وإريتريا. شدد القوضى، نائب رئيس المركز القومى لبحوث المياه، على أنه يتم سحب المياه بالفعل فى مناطق واحات الداخلة والخارجة وشرق العوينات، وكل الدراسات تؤكد أن الخزان موجود منذ عشرات السنين. استنكر مستشار وزير الري السابق، تصريحات "مغازي" حول اكتشاف مصدر جديد للمياه الجوفية، معقبًا: "الوزير شغلته أصلاً مياه جوفية، ويعلم أنه ليس اكتشافا جديدا، خاصة أنه أستاذ للمياه الجوفية فى كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية"، وأكمل: "قد تكون ذلة لسان أو نُقلت تصريحاته بشكل خاطئ"، واختتم: "الخزان النوبي ليس اكتشافًا جديدًا كما يقول الوزير". تاريخ دراسات حفر آبار الخزان النوبى بدأ بشكل رسمى عندما أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عن مشروع الوادى الجديد، الذى يشمل الواحات الداخلة والخارجة والفرافرة وسيوة؛ بهدف تقليل الكثافة السكانية على الدلتا والوادى، وأجرت بيوت الخبرة العالمية مثل شركة بارسون الإنجليزية دراسة وافية لإمكانيات الخزان بالصحراء الغربية، وتوصلت إلى إمكانية زراعة 50 ألف فدان، إلا أن المشروع توقف بعد عام 1967 لظروف الحرب والمشكلات الفنية للآبار المحفورة وأن أماكن اختيار حفر الآبار لم تكن بالدقة الكافية. وتشير أحدث القياسات الحقلية الفعلية إلى أن معدل استنزاف الخزان النوبى يصل إلى نصف مليار"500 مليون متر مكعب سنويا"؛ عبر حفر أكثر من 800 بئر عميقة متوسطة، تكلفة البئر الواحدة تتعدى المليون جنيه، وتصل قيمتها اليوم إلى 5.2 مليون جنيه. وتتراوح مدة حفر البئر ما بين 3 و6 أشهر حسب الطبيعة الجيولوجية لمكان الحفر، تقوم بالحفر العميق شركات كبرى متخصصة معظمها قطاع خاص، أهمها شركة ريجوا التى كانت تابعة للدولة ثم تمت خصخصتها وتحويلها إلى شركة مساهمة، وقد تم استصلاح حوالى نصف مليون فدان باستخدام تلك الآبار.