تطرقت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إلى قرار رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران والذي سيدخل حيز التنفيذ الأسبوع المقبل، مشيرة إلى ان القرار سيعيد تشكيل المشهد السياسي والاقتصادي في الشرق الأوسط وخارجة بطرق لا يمكن لأحد التنبؤ بها. وأشارت الصحيفة إلى البيان الصادر عن البيت الأبيض والذي وصف الاتفاق بأنه يظهر تقدمًا كبيرًا في الحملة الأمريكية لوقف انتشار الأسلحة النووية، منوهة إلى أن الاتفاق يطرح تساؤلًا حول المخاطر التي تحيط بالولاياتالمتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط كإسرائيل والسعودية والإمارات. وأعرب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير يوم الخميس الماضي عن قلقه من عودة الأصول المجمدة لإيران، قائلًا "القلق نابع من أن إيران ستستخدم هذه الأموال لتمويل أنشطة تزعزع الاستقرار، بدلًا من استخدامها لتحسين أحوال شعبها". الصحيفة الأمريكية أشارت إلى الصراعات المتزايدة بين السعودية وايران وقيادة كل منهما لحروب بالوكالة في اليمن وسوريا والعراق، لافتة إلى تأكيد بعض الدبلوماسيين بأن تحرير اقتصاد إيران سيسمح لقادة إيران المتشددين بلعب دور أكثر خطورة في المنطقة. وأوضحت الصحيفة أن المسئولين الأمريكيين أعربوا عن تفاؤلهم بأن الاتفاق يمكن أن يبني علاقات أقوى بين واشنطن وطهران بعد أربعة عقود من العداء، حيث قال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية اﻷمريكية الجمعة "جميع اﻷطراف تتقدم نحو موعد تنفيذ الاتفاق، وهو ما يؤكد الطبيعة السلمية للبرنامج النووي اﻹيراني"، فيما قال المفاوض اﻹيراني حميد بيدنجا في تغريدة على موقع تويتر الجمعة: "الاتفاق التاريخي هو الطريق". وبالرغم من ذلك، أظهرت إيران خلال الأسابيع الأخيرة عزمها مواصلة تحدي الولاياتالمتحدة وحلفائها في المنطقة، بغض النظر عن الاتفاق النووي، حيث أجرت تجارب لإطلاق اثنين من الصواريخ الباليستية في انتهاك لقرارات الأممالمتحدة، بحسب مسؤولين أمريكيين، كما قامت هذا الأسبوع، باحتجاز بحارة أمريكيين لفترة قصيرة في مياه الخليج". ولفتت إلى ارسال 13 عضوًا جمهوريًّا بمجلس الشيوخ برسالة إلى أوباما أعربوا خلالها عن قلقهم من تصرفات إيران العدائية، وتجاهل واشنطن لذلك وعدم اتخاذ اي اجراءات عقابية ضدها، وهو ما سيدفعها إلى مزيد من التجاوزات. وأشارت إلى أنه بعد رفع العقوبات ستحرص الشركات الأوروبية والآسيوية على دخول السوق الإيرانية التي تحتوي على 80 مليون نسمة مع احتياطيات ضخمة من النفط والغاز، أما الشركات الأمريكية فلن تدخل بسبب العقوبات اﻷمريكية أحادية الجانب. وهناك توقعات بأن العقوبات ضد صادرات النفط الإيرانية سترفع الانخفاض الحاد في الأسعار العالمية للنفط الخام، التي وصلت إلى أقل من 29 دولارًا للبرميل هذا الأسبوع وهو أدنى مستوياتها منذ أكثر من عقد.