ناشدة الخلع وقفت «وفاء» الزوجة ذات العشرين ربيعا، أمام محكمة الأسرة في زنانيري، حاملة طفلها على ذراعيها، وتتذكر السنين الأربع التي أضاعتهم من عمرها مع زوج لا يمت للرجولة بصلة، وتحول لطفل في الثلاثين من عمره، يأتي بكل ما يأتي به الصغار، أثمرت تلك الزيجة الفاشلة عن طفل، كُتب عليه أن ينشأ بعيداً عن كنف «أبيه الطفل» أيضا. وقصت وفاء، حكاية زواجها في صحيفة الدعوي قائلة إنها تزوجت من جارها منذ أربع سنوات، وكان بمواصفات زواج «الصالونات»، واعتبرته أسرتي بأنه «الزوج المثالي»، فهو الإبن الوحيد لوالديه، ويعمل في إحدى الجهات الحكومية المرموقة، ووسيم الملامح، وتمت خطبتهما سريعاً، ولم يمض على زواجهما أشهر قليلة، حتى اكتشفت حقيقته المؤلمة، فبعد وفاة والده، تبدل حاله تماماً، وكأن والده كان هو صمام الأمان بالنسبة له لحمايته من نفسه المريضة، والمشبعة بداء «الطفولة»، والغير متحمل لأي مسئولية. وتابعت الزوجة الشابة :«انقطع زوجي عن العمل، ولم يفارق شاشة التلفاز، وكنت قد حملت بطفلي الأول، فواجهت والدته بما آل إليه حال ولدها، وكان ردها صادماً ومهدئاً لي في نفس الوقت، وقالت بالنص «أصله كان محروم من طفولته، ووالده كان قاسي عليه بالرغم من كونه الإبن الوحيد له، وشوية كده هايرجع لحالته، وحافظي على بيتك وعلى اللي في بطنك». وأضافت الزوجة:« تحاملت على نفسي، وتحملت «طفولة زوجي» البالغ من العمر 32 عاما، على أمل أن ينصلح حاله، وللحفاظ على ابني، ولكن بمرور الوقت بدأت حالته تسوء أكثر، وطُرد من عمله بعد أن انقطع عنه تماماً، وتطورت حالته المرضية إلى أن أصبح يجالس من هم أصغر منه سناً بعشر وخمسة عشر سنة، وبدء يسهر في ال«سايبر» بصحبة أطفال للعب الفيديو جيم، و «البلاي ستيشن»، حتى واجباته الزوجية أصبح مقصراً فيها معي». وأوضحت أن زوجها تقمص شخصية «شاب مراهق» يعيش لأول مرة تجربة، شرب السجائر و المخدرات، وبدء في ادمان تلك الأشياء، بالرغم من أنه لم يكن يدخن حتى السجائر، وأصبح يأتي بأصدقائه من المراهقين إلى المنزل، لتدخين المخدرات، ولعب البلاي ستيشن حتى مطلع الفجر، وبدء الجيران جميعاً يتحدثون عن زوجي «الطفل»، ويلازم شباب أكبرهم 17 عاماً، ولم أستطيع تكملة العيش معه بعد أن يائست من إصلاح حاله، وتزايد حالته المرضية بشكل واضح، حتى أنه أصبح يتكلم كشاب لا يتعدى الخامسة عشر من عمره، وغير محترم بالمرة، وبدأت أخاف على نفسي من العيش معه، وخاصةً طفلي الذي أود تربيته بعيداً عن هذا الجو العبثي.