مع نهاية الموسم تتباين مشاعر السعادة والحزن بين اللاعبين والمديرين الفينيين والجماهير،وتبدأ عمليات الاستغناء عن المدربين، والحديث عن انتقالات اللاعبين واستعدادات الاندية لبدء الموسم المقبل.ولكن الوجه الآخر من العملة يتضمن العديد من الأسماء التى اعلنت اعتزالها وابتعدادها عن المستطيل الأخضر فى نهاية سنوات طويلة من العطاء،، سواء داخل الملاعب أو على مقاعد الإدارة الفنية ويأتى فى مقدمة هؤلاء أسماء مثل ديفيد بيكهام ومايكل اوين والكيس فيرجسون ويوب هاينكمس. وكان الانجليزى ديفيد بيكهام أحدث من أعلنوا اعتزالهم اللعب بعد أن حقق مع نادى باريس سان جيرمان بطولة الدورى الفرنسى لتكون اللقب التاسع عشر له خلال مسيرته الكروية. وجاء إعلان بيكهام اعتزاله مفاجأة للكثيرين خاصة وأن الاعتزال جاء فى وقت كان يجرى فيه الحديث عن نية الفريق الفرنسى لمد التعاقد مع النجم الانجليزى لعام آخر. ولكن بيكهام 38 عامان، وجد أن هذا هو الوقت المناسب لخلع حذاء الكرة. وعلى مدار مسيرته نجح بيكهام فى تحقيق كل مايمكن أن يحققه لاعب على مستوى الأندية حيث فاز بلقب الدورى والكأس عدة مرات مع نادى مانشيستر يونايتد قبل أن يفوز باللقب المحلى مع كل من نادى ريال مدريد الاسبانى، ولوس انجلوس جالاكسى الأمريكى، وأخيرا نادى العاصمة الفرنسية ليكون اللاعب الانجليزى الوحيد الذى تمكن من الفوز بالدورى مع أندية فى أربع دول مختلفة بخلاف الفوز بلقب دورى الابطال مع نادى مانشيستر، كما يعد بيكهام اكثر لاعب تمثيلا لمننتخب بلاده برصيد 115 مباراة دولية. ومن المنتظر أن يواصل بيكهام، أغنى رياضى فى تاريخ انجلترا بثروة تبلغ أكثر من 165 مليون جنيه استريلنى، نشاطه كسفير للعديد من المنظمات الدولية ومنها يونيسيف بجاب ترويجه لكرة القدم فى الصين. ويأتى إعلان مايكل اوين اعتزاله فى نهاية الموسم، ليطوى صفحة لاعب فنان كان للاصابات وسوء الحظ آثار سلبية فى عدم تحقيقه ما كان يتوقعه منه الكثير من النقاد والمتابعين بعد انطلاقته الصاروخية فى صفوف ليفربول الانجليزى. فبعد انطلاقة قوية فى ليفربول وصعوده الصاروخى لسلم النجومية لدرجة تفوقه على قرينه رودى فاولر كان للعديد من القرارات الخاطئة بجانب تأثير الإصابات على مسيرته. ويرى الكثيرون أن قرار أوين بالانتقال للنادى الملكى ريال مدريد كان الخطأ الاكبر فى مسيرته حيث جلس نحو عامين احتياطيا مما أفقده حساسية المباريات وبعد عودته لإنجلترا وبعد 4 سنوات قضاها فى نيوكاسيل ضمه سير اليكس فيرجسون الى صفوف مانشيستر يوناياتد غير أنه لم يحقق ماكان مأمولا ليتم الاستغناء عنه بداية الموسم ليكون ختامه فى نادى ستوك سيتى حيث اعلن اعتزاله مع نهاية مباريات الموسم الحالى. وجاء اعلان بول سكولز اعتزاله الثانى فى نهاية الموسم الحالى بعد عودته من الاعتزال فى يناير من عام 2012 فى ختام حياة حافلة من الإنجازات مع نادى الشيالطين الحمر تحت قيادة السير اليكس فيرجسون. وكان سكولز على الدوام عنصرا اساسيا فى انجازات مانشيستر يونايتد على مدى العقدين الماضيين حتى لقب الدورى للموسم الحالى الذذى حسمه الفريق قبل اسابيع. وعلى مدار السنوات كان عنصرا مؤثرا لما تميز به من التزام تكتيكى وقدرة على التعامل مع الكرة من لمسة واحدة ورؤيته الجيدة كصانع ألعاب مميز وهدوئه فى احلك اللحظات حتى تحت الضغط وقدرته على الاحتفاظ بالكرة . واليوم ومع وجود مايكل كاريك فى منتصف ملعب مانشيستر يونايتد فإنه آن الأوان للمحارب أن يستريح وهو مطمئن أن هناك فى موقعه خير خلف لخير سلف. ولم تقتصر قرارات الاعتزال على بعض من اشهر النجوم داخل المستطيل الاخضر ولكنه امتد لأثنين من اشهر المدربين على الساحة الكروية الاول هو السير اليكس فيرجسون 71 عاما المدير الفنى التاريخي لنادى مانسيستر يونايتد الذى فاجأ الجميع قبل عشرة ايام بإعلان اعتزاله التدريب بعد أن حقق مايمكن أن يحقق أى مدرب على مستوى الاندية وبعد 26 عاما من النجاح المتواصل مع نادى الشياطين الحمر، فمنذ أن بدأ حياته التدريبية فى اسكوتلندا حقق فيرجسون 49 بطولة من بينها 38 بطولة مع نادى مانشيستر، وحقق الفوز بدورى الأبطال مرتين وكأس الكؤوس مرة مع النادى الانجليزى بعد ان حقق لقب اوروبى مع نادى سيلتيك الاسكوتلندى بجانب عشر بطولات أخرى قبل توليه مسئولية تدريب مانشيستر فى عام 1986. ورغم أن الرجل جاوز السبعين، إلا أن المرء يشعر بأنه اعتزل قبل الآوان وهو مايؤكد على مدى عمق تأثيره على النادى وعلى عالم الكرة بشكل عام، ومع ذلك فإن الثعلب العجوز سيظل متواجدا فى النادى كأحد مديريه كسفير له ليواصل عطائه دون انقطاع. وكما هو الحال بالنسبة لفيرجسون، جاء إعلان المدير الفنى لنادى بايرن ميونيخ يوب هاينكس فى نهاية موسم يمكن أن يكون الأنجح فى مسيرته التدريبية مفاجأة للكثيرين الذين كانوا ينتظرون، أن يواصل عطائه فى نادى آخر بعد تولى الاسبانى بيب جوارديولا مهمة تدريب النادى البافارى خلفا له، فبعد الفوز بلقب الدورى بارقام قياسية والوصول لنهائى دورى المانيا ونهائى دورى الابطال مع الغريم الالمانى بروسيا دورتموند مما يمكنه من الفوز باللقب كمدرب للمرة الثانية بعد ان حققه مع ريال مدريد الاسانى عام 1998 بعد أن حقق كلاعب مع منخب المانياالغربية الفوز بلقب بطولة الامم الاوروبية وبطولة كاس العالم فى السبعينيات. وألمح الرجل انه لن يدرب فى ألمانيا كما أنه من الصعب عليه فى سنه أن ينتقل للخارج، وربما يكون الفوز بدورى الابطال وكأس المانيا ليكمل الثلاثية مع نادى بايرن خير ختام لحياة تدريبية حافلة لواحد من اشهر المدربين على الساحة الكروية.