الكاتب: بريطانيا تتبع معايير مزدوجة عندما يتورط السعوديين الأثرياء في عمل دموي خصص الكاتب البريطاني الشهير، روبرت فيسك، مقاله اليوم في صحيفة "الإندبندنت" البريطانية للحديث عن تغاضي بلاده عن الانتهاكات التي ترتكبها السعودية في مجال حقوق الإنسان، وخاصة فيما يتعلق بالحرب في اليمن التي زعم أنها تسببب في مقتل عدد كبير من المدنيين. وقال "فيسك": إنه "على ما يبدو أن ستة عسكريين بريطانيين، يساعدون السعوديين السنة في قتل اليمنيين الشيعة"، مشيرًا إلى أنهم في الواقع ليسوا في اليمن، لكنها مجرد مساعدة في اختيار الأهداف، والتي شملت حتى الآن المستشفيات والأسواق وحفلات الزفاف ومواقع قريبة من السفارة الإيرانية. وسخر الكاتب من الادعاءات السعودية بالقول "أبنائنا وبناتنا لا يساعدوا في اختيار تلك الأوكار الإرهابية لتدميرها، ولكن هم يساعدون أقرانهم السعوديين، على حد تعبير وزارة الدفاع البريطانية، على الامتثال لقواعد الحرب". وكانت وزارة الدفاع البريطانية قد أعلنت أن عدد من المتخصصين البريطانيين قد سافروا إلى السعودية لتقديم المشورة والتدريب على أفضل تقنيات الاستهداف للقوات السعودية المشاركة في الحرب. وتابع الكاتب المتخصص في شئون الشرق الأوسط حديثه "القواعد السعودية بطبيعة الحال، ليست بالضرورة هي نفس قواعدنا، ولكنني لم أتمكن من التوقف عن الضحك عندما قرأت إدانة ديفيد ميفام مدير منظمة هيومن رايتس ووتش"، وذلك في إشارة لما قاله مدير المنظمة من أن "السعودية ترتكب انتهاكات متعددة لقوانين الحرب في اليمن، وأن بريطانيا تساعدها في تعزيز قدراتها للاستمرار في هذه الحرب التي أدت إلى وفاة الكثير من المدنيين"، كما وصف مدير المنظمة هذه الانتهاكات بأنها "مؤسفة للغاية وغير مقبولة". وأكد "فيسك" أن الكلمات مثل مؤسفة وغير مقبولة تمثل ازدواجية المعايير التي تتبعها بريطانيا عندما يتورط أصدقائنا السعوديين الأثرياء في عمل دموي، مشيرًا إلى أن وصف شيء ما بأنه "مؤسف"، يعني أنه يسبب الحزن، وهذا يعني، بحسب الكاتب، "أن السعودية القديمة الجيدة قد خذلتنا بالتنازل عن مبادئهم الأخلاقية السابقة". واستنكر الكاتب قائلًا: "لا عجب في أن وزارة الدفاع البريطانية قد هرولت إلى الرياض لفرد الخرائط وشرح تلك الإحداثيات غير المفهومة بالنسبة للقادة السعوديين عن التحالف ضد الإرهاب" "فإن شرح هذه الفوضى اللوجستية للسعوديين يجعل من غير المقبول أن يقف مسؤولينا بجانب الدولة التي تقتل النساء بتهمة الزنا حتى من دون محاكمة عادلة، ويقطعون رؤوس العشرات من المعارضين، بما في ذلك رجل الدين الشيعي السعودي البارز"، في إشارة إلى الشيخ نمر النمر. وأشار إلى أن الكلمات "مؤسفة وغير مقبولة" هي الآن الأكثر استخدامًا في قاموس الكلمات النقدية الذي يسمح باستخدامها لتوجيه أي انتقاد للسعودية، مضيفًا أن أي كلمة أقوى تجبرنا أن نسأل لماذا نكس ديفيد كاميرون علم المملكة المتحدة عندما مات ملك تلك المملكة الاستبدادية. وذكر "فيسك" أن نفس هذه الكلمات قد استخدمت في الأسبوع الماضي عند سؤال النائب المحافظ وعضو لجنة الشؤون الخارجية، دانيال كوزينسكي، على شاشات التلفزيون، عن إعدام 47 شخصًا في السعودية، وسياسات المملكة الكارهة للنساء وقوانينها القاسية المناهضة للمثليين. "بمواجهته بأفعال النظام الوهابية التي تتشابه مع أساليب داعش وحركة طالبان، أجاب النائب بأن عمليات الإعدام كانت مؤسفة للغاية، كما أن استهداف المدنيين أمر غير مقبول تمامًا والسياسات المناهضة للمثليين هي مستهجنة للغاية". وسخر الكاتب من حديث النائب قائلًا "كان من الجيد أيضًا أن نسمع كوزينسكي يصف الإعدام بأنه إجراءات داخلية، كما لو كان قطع رؤوس البشر يجب أن يبقى شيء داخل الأسرة". وتناول الكاتب البريطاني قضية تغاضي بريطانيا عن الانتهاكات السعودية، مشيرًا إلى ما حدث قبل 9 سنوات في قضية الرشوة المزعومة لمسؤولين سعوديين من مجموعة "بي أيه آي سيستمز" البريطانية الأسلحة. وكانت صحيفة "فاينانشال تايمز" كشفت عن كيفية قيام روبرت واردل، مدير مكتب مكافحة جرائم الاحتيال الخطيرة، بإلغاء التحقيق الرسمي بعد إخباره بأن التحقيق يمكن أن يدفع الرياض لإلغاء التعاون الأمني والاستخباراتي.