تعالت في الآونة الأخيرة، الصيحات الداعية إلى التصالح مع جماعة الإخوان المسلمين، باعتبارها جزء من الشعب المصري. الإخوان جزء من مصر.. كان رئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسي، قد قال في حوار له مع مع قناة «BBC» البريطانية، «الإخوان جزء من مصر، والشعب المصري هو صاحب الحق الوحيد في تحديد الدور الذي من الممكن وأن يلعبوه بالمستقبل». عرض ل «العصار» في السابع عشر من أكتوبر 2013، قدم أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور حسن نافعة، ورقة تحت مسمى «خارطة إنقاذ الوطن من محنته»، إلى اللواء محمد العصار، عضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة، بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة، للتصالح مع الإخوان، وكانت تحتوى على عدة نقاط أهمها التحقيق فى كل الأحداث التى جرت فى مصر منذ 25 يناير 2011 وحتى وقت تقديمها،على حد قوله. وقال نافعة، خلال خلال مداخلة هاتفية مع برنامج «هوا مصر»، المذاع على قناة «فرنسا »24، إنه اقترح إقامة لجنة تقصي حقائق محايدة؛ للتحقيق فى أحداث التحرير، وموقعة الجمل مرورًا بأحداث ماسبيرو ومجلس الوزراء ومحمد محمود 1 و2. كما تتضمن المبادرة تعيين وسيط محايد يحظى بقبول طرفى الصراع، وقد يكون شخصًا واحدًا ولا يتعين أن يزيد على ثلاثة أشخاص تكون مهمته إجراء المفاوضات والاتصالات اللازمة لترجمة القواعد والمبادئ العامة التى تم الاتفاق عليها إلى آليات وبرامج زمنية، لتفكيك وحل الأزمة تكون قابلة للتطبيق على الأرض. استفتاء شعبي للتصالح.. اقترح الدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز بن خلدون للدراسات الإنمائية، دعوة الدولة الشعب لاستفتاء حول التصالح مع الإخوان، في حالة الاختلاف في هذا الأمر، ليكون القرار للشعب. وأضاف إبراهيم، في مداخلة هاتفية لبرنامج «مانشيت»، الذي يعرض على «أون تي في»، «جميع المجتمعات المحترمة لجأت بعد الحروب الأهلية والصراعات الداخلية التي شهدتها إلى التصالح؛ حتى تسير السفينة للأمام». ووجه إبراهيم رسالة لرئيس الجمهورية «أقول للسيسي كن كالرسول في هذا الأمر، وأقول لكل محترم حريص على مصر أنه لابد وأن يكون لدينا قدر من السماحة، وأن نعمل على إعادة الشاردين للصف الوطني». الصلح بشروط.. وضع الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، خمسة شروط للتصالح مع جماعة الإخوان، أولها أن تتقدم الجماعة باعتذار للشعب المصري، ومراجعة أفكارها كما فعلت الجماعة الإسلامية في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وتعلن نبذ العنف مع تغيير قادتها. وذكر مخيون، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي سيد علي، في برنامج «حضرة المواطن»، المذاع على قناة العاصمة، أن حزب النور يدعم الصلح المجتمعي، لافتًا إلى أن الدولة مطالبة حال إتمام المصالحة مع الإخوان بتشكيل لجان لتصفية الأعداد الكبيرة بالسجون وإخراج من يثبت أنه لم يتورط في قضايا عنف لمنع تحولهم لمفارخ للفكر المتطرف. السلم الاجتماعي لن يتحقق إلا بالمصالحة.. كان الداعية الإسلامي، الشيخ محمد حسان، قد كشف عن تأييده للمصالحة مع الإخوان، من خلال إطلاق مبادرة للمصالحة الوطنية بين الدولة والإخوان إلا أنها باءت بالفشل لرفض الطرفين. قال حسان، «لن يتحقق السلم الاجتماعي إلا من خلال المصالحة، ولكن هذه المصالحة لها ضوابط وشروط يجب توافرها ليتم انجاحها»، رافعًا شعار «الصلح خير». ويرى حسان أن الصلح الذي يتحدث عنه لن يحدث إلا بالعدل، وتحقيق القصاص الناجز، وتنازل كل طرف للأخر عن بعض حقوقه من أجل مصلحة البلاد. التصالح أولى من التطبيع مع إسرائيل.. وفي يناير 2015، صرح الفريق حمدي وهيبة، رئيس أركان القوات المسلحة السابق، لجريدة النهار اللبنانية، بأن التصالح بين أبناء الشعب المصري أولى من التطبيع مع إسرائيل، داعيًا إلى ضرورة إنهاء حالة النفور والعداء بين الشعب والإخوان. وهاجمه حينها، الإعلامي مصطفى بكري، خلال برنامج أسرار وحقائق، المذاع على قناة صدى البلد، قائلاً «كأنك تقول أنا أحق أن أكون الرئيس يا سيادة الفريق راجع نفسك، أنت رجل غير منصف». بلدنا الهدف والغاية.. ناشد الإعلامي مجدي طنطاوي، الدولة بضرورة السعي إلى التصالح مع الإخوان، مطالبًا الجماعة بضرورة مراجعة أفكارها التي لا تتناسب مع الواقع الذي نعيشه الآن. وأوضح طنطاوي، خلال برنامج «كلام جرايد»، المُذاع على قناة «العاصمة»، أنَّ المصالحة يجب أنْ تكون وفق مصلحة مصر، تُعلي شعار: بلادنا هي الهدف والغاية، وإلا لنْ تقم للجميع قائمة،على حد تعبيره. التصالح مع أبرياء الإخوان.. وافق يوسف نعيم، مرشح دائرة الساحل، على التصالح مع الإخوان المسلمين ممن لم تلوث أيديهم بدماء المصريين، باعتبارهم جزءًا عريضًا من الشعب المصري، على حد وصفه. وذكر نعيم، في لقائه في برنامج «سيادة النائب»، المذاع على قناة القاهرة والناس، «لا بد من التوصل إلى السبب وراء وصول الإخوان لهذا الفكر والعمل على منعه، خاصة وأننا شعب غير دموي»، داعيًا إلى علاج المشكلة من الأساس وليس ظاهريًا. لن ننطلق في طريقنا دون التصالح.. أكد أحمد مرتضى منصور، عضو مجلس النواب، أن أجندته البرلمانية تضم مطالبة باقتراح لمصالحة الوطنية من خلال البرلمان كقانون عام، مشيرًا إلى أن القانون سيشمل جماعة الإخوان المسلمين، وكل من لم يتورط في «دم»، على حد تعبيره. ولفت منصور، خلال لقائه مع الإعلامي خالد صلاح، في برنامج آخر النهار، المذاع على قناة النهار، قائلًا «السيسي والحكومة، والشعب عاوزين ينطلقوا ولكن لا يتمكن أحد من الانطلاق في طريقة، وهناك انقسام بين الناس، فنحن نقول (هذا فلولي، وهذا يناير، وهذا إخوان، وهذا سلفي، وهذا مسيحي..)، فهذا الانقسام لا ينبغي ان يكون متواجد بيننا». أتمنى التصالح.. تمنى الإعلامي ممتاز القط، مساء أمس الخميس، تصالح الدولة مع جماعة الإخوان المسلمين، وخاصة أعضاءها الذين لم يرتكبوا جرائم، أو حملوا السلاح. وأضاف القط، خلال برنامج «حصري مع ممتاز»، المذاع على قناة العاصمة، «لكن الجماعة أساءت استخدام السلطة ضد الشعب المصري، ويجب محاسبتها على ذلك مثلما فعلت مع الأنظمة السابقة». لا مانع من المصالحة.. قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية وعضو مجلس أمنائها، ردًا على الدعوات التي يتبناها بعض الشخصيات السياسية في سبيل تحقيق المصالحة مع جماعة الإخوان، «إذا تراجعت الجماعة عن العنف، وتبرأوا من كافة الجرائم بصدق دون الاتجاه لطرقهم الخفية، فلا مانع من المصالحة مع من لم يشارك في عمليات إجرامية». وأوضح برهامي، في تصريحاته ل«التحرير»، أنهم يرفعون شعار السلمية دون التوقف عن التخريب، فضلًا عن أنهم لا يدينون أعمال العنف التي تشهدها البلاد.