مستشار هيئة المحطات النووية السابق: الفحم تنتج عنه إشعاعات نووية تفوق 100 مرة الناتجة عن المحطات النووية العسيري ل«التحرير»: أمريكاوالصين تستبدلان النووي بمحطات الفحم.. وإنتاج 1000 ميجاوات فحمًا يحتاج من اثنين إلى 3 ملايين طن سنويًّا نجاح وزارة الكهرباء خلال العام الماضي في التصدي بنسبة كبيرة لأزمة الكهرباء ومنع تكرار معاناة المصريين، كما هي الحال في صيف 2014، دفع الحكومة بصفة عامة ووزارة الكهرباء بصفة خاصة للعمل على تنويع مصادر الطاقة، لإنتاج الكهرباء من الطاقات التقليدية من الغاز الطبيعي ومشتقات البترول، وإنتاج الكهرباء من الطاقات المتجددة "شمس ورياح"، هذا فضلاً عن الاتفاق على إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية مع الجانب الروسي مع حلول عام 2024، وختامًا إنتاج الكهرباء من الفحم. الحكومة تدعم إنتاج الكهرباء من الفحم وهذا ما بات جليًّا، اليوم الأربعاء، من خلال مواقفة مجلس الوزراء على عدد من القرارات في ما يخص مجال دعم منظومة الكهرباء، حيث تمت الموافقة على السير في خطوات تنفيذ مشروع محطة لتوليد كهرباء تعمل بالفحم بقدرة 4000 ميجاوات، وكذا السير في إجراءات لإنشاء محطة توليد كهرباء تعمل بالفحم قدرة 6X 660 ميجاوات بتكلفة استثمارية نحو مليار وتسعمئة وسبعين مليون دولار أمريكي، هذا بالإضافة إلى السير في خطوات إنشاء محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالفحم قدرة 4X 660 ميجاوات، بتكلفة استثمارية تبلغ نحو مليارَين ومئتَين وأربعين مليون دولار أمريكي. هل هذه الخطوة "جيدة"؟ وهل يمثل الفحم طوق نجاة لمصر أم هو مصدر يزيد من المعاناة والتلوث؟ بدروه، قال الدكتور إبراهيم العسيري، المستشار الفني السابق لهيئة المحطات النووية: "إن موافقة الحكومة على تنفيذ مشاريع إنتاج الكهرباء من محطات تعمل بالفحم تعد كبرى المشكلات، لافتًا إلى أن الأمر تحيط به مشكلتان رئيسيتان، وهما أن مصر ليست لديها مصادر من الفحم، وبالتالي ستستورد الفحم من الصين أو من أستراليا أو الهند، ومحطة الفحم لإنتاج 1000 ميجاوات تحتاج إلى ما بين 2 و3 ملايين طن فحم سنويًّا لإنتاج الكهرباء، منوهًا بأن مصر لن تقدر على تخزين الفحم استراتيجيًّا في حالة نشوب حرب. العسيري أضاف ل"التحرير" أنه على الصعيد الاقتصادي، فإن سعر إنتاج الكيلووات كهرباء من الفحم "أغلى" من سعر إنتاج الكيلووات/ ساعة من الطاقة النووية، مشددًا على أن الفحم سيمثل مشكلة كبيرة لمصر بكل المقاييس. انتهاء العصر الافتراضي لتوليد الكهرباء من الفحم في العالم أما عن وجود نسبة 40% من الكهرباء في العالم منتجة من الفحم، فأكد المستشار السابق لهيئة المحطات النووية، أن محطات الفحم تتراجع في العالم، مشيرا إلى أن نسبة ال40% من الكهرباء المنتجة بالفحم، نظرا لأن الصين تعد ثاني كبرى دول العالم من حيث احتياطي الفحم، مشددا على أن الصينوأمريكا الآن، بمجرد انتهاء العمر الافتراضي لأي من المحطات التي تعمل بالفحم، تتم إزالتها وتشييد بدلاً منها محطات تعمل بالطاقة النووية. وفي ما يخص التلوث، فتمنّى العسيري أن تكون وزارة الكهرباء صادقة وقادرة على تنفيذ الاشتراطات البيئية العالمية لإنتاج الكهرباء من الفحم في مصر، وفقا لما تعلن عنه الوزارة مرارا وتكرارا عبر وزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر، كاشفًا عن أن العادم الناتج عن محطات كهرباء تعمل بالفحم تنتج عنه إشعاعات نووية تفوق 100 مرة الإشعاعات النووية الناتجة عن المحطات التي تعمل بالطاقة النووية، معللا ًبأن الفحم يحتوي على كميات كبيرة من اليورانيوم والثوريوم، وهي مواد نووية.