تطاير «الهفت» يهدد الأهالي وتلاميذ 5 مدراس.. ويصيب المواطنين بأمراض الصدر والحساسية «البيئة»: أقصى ما نفعله تحرير محاضر بالمخالفات
مصنع سكر كوم أمبو قنبلة موقوتة، تم إنشاؤه وسط الكتل السكانية في قلب مدينة كوم أمبو، أحد أهم وأشهر المدن التجارية بصعيد مصر.
المصنع الذي يعود تاريخ إنشائه إلى حقبة الخمسينيات مع إنشاء مدينة كوم أمبو، يعد من أكبر الملوثات البيئية بالمحافظة، حيث يضم مجمعات لتصنيع السكر الخام من محصول قصب السكر، إلى جانب مصنع للخشب الحبيبي.
يقول المهندس أشرف أبو زيد من أهالي مدينة كوم أمبو، إن المصنع يعد من أخطر القلاع الصناعية تلويثًا للبيئة، حيث يخرج الغازات الصناعية في الهواء والتي تغطي سماء مدينة كوم أمبو بالكامل، والتي يطلق عليها الأهالي (الهفت)، وهي ناتجة في العادة من مادة "اليوريا فورمالدهايد" المستخدمة في تصنيع الخشب الحبيبي، وهي مادة سامة تصيب دائمًا بأمراض التحجُّر الرؤي والأمراض الصدرية والحساسية. وأضاف أبو زيد أن الأوضاع في المناطق السكنية المحيطة بالمصنع والمدارس الخمس التي تحيط به والتجمعات الخاصة بالسكان وأسواق مدينة كوم أمبو التجارية تسير من الأسوأ إلى الأسوأ نتيجة التلوث المستمر الذي يسببه المصنع.
وقال محسن نعمان، مدرس بكوم أمبو، إنه رغم وعود الحكومة العديد من المرات بالانتهاء من توفيق الأوضاع البيئية لكل المشروعات والمصانع السكنية التي تقع داخل الكتل السكنية قريبًا، فإن الأوضاع داخل مدينة كوم أمبو تختلف كثيرًا ، حيث إن زيارة المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء السابق، إلى مصنع سكر كوم أمبو منذ نحو عام، تم اقتصارها على تفقد وحدات المصنع دون التعرض إلى الملوثات البيئية التي ينتجها على الرغم من أن مدينة كوم أمبو تعتبر العاصمة السياحية الثانية لأسوان، حيث إن القادم إلى المدينة من السائحين دائمًا ما تعترضه أدخنة كثيفة تتشح بالسواد تغطي سماء المدينة، بالإضافة إلى انتشار الأوبئة وحالات الاختناق من الروائح الكريهة.
وفي سياق آخر، قال أحد العاملين بمصنع سكر كوم أمبو، الذي رفض ذكر اسمه، إنهم من أكثر الفئات تضررًا من العملية الصناعية داخل المصنع نظرًا للهفت المتطاير, مطالبين بسرعة توفيق الأوضاع البيئية داخل المصنع إنقاذًا لأرواحهم.
مصدر بيئي مسؤول بمحافظة أسوان يقول إن معظم الشكاوى الواردة لجهاز شؤون البيئة بأسوان من المصنع تتخلص في وجود مادة "اليوريا فورمالدهايد" المستخدمة في تصنيع الخشب الحبيبي، وهي مادة سامة، الأمر الذي اضطر الكثريين إلى ترك منازلهم، خشية تعرضهم للإصابة بالأمراض المزمنة والأمراض السرطانية.
وقال إننا حررنا العديد من المخلفات البيئية للمصنع، وإننا في انتظار الانتهاء من مشروع توفيق الأوضاع البيئية الذي بدأته شركة سكر كوم أمبو باعتباره المقياس الحقيقي لانتهاء مشكلات البيئة الخاصة بالمصنع.
وكانت الوحدة المحلية لمدينة كوم أمبو وشركة مياه الشرب حررت في مارس الماضى محضرًا بيئيًّا ضد إدارة وشركة سكر كوم أمبو عقب الواقعة المثيرة للجدل التي حدثت بعد العثور على مواد خاصة من الجير المطفي الناتج عن العملية الصناعية بالمصنع ملقاة داخل ترعة كاسل التي تغذى محطة مياه شرب كوم أمبو، الأمر الذي ترتب عليه قطع مياه الشرب عن مدينة كوم أمبو بالكامل لعدة ساعات كموقف احترازي، حرصًا على عدم وصول المياه الملوثة إلى الأهالي داخل الكتل السكنية.