بالصور .. طلاب أسوان يتعلمون فى مدارس الموت أمام مصنع سكر كوم أمبو.. كتب التعليم تحولت لأوراق سوداء.. والأهالى: "الهفت" أدى للإصابة بأمراض العيون والرئة والسرطان

يواصل طلاب مجموعة من مدارس مدينة كوم أمبو بمحافظة أسوان، وهى "إبراهيم البشير الثانوية بنات، وكوم أمبو الثانوية بنين، والسيدة نفسية الإعدادية بنات، والشهيد فتحى أمين الإعدادية بنين، وأحمد عرابى الابتدائية المشتركة" معاناتهم المستمرة منذ أعوام متتالية مضت، نتيجة تطاير "الهفت" من دخان مصنع الخشب الحبيبى التابع لشركة سكر كوم أمبو، والذى يتسبب فى إصابة الأهالى بأمراض فى العيون والرئة وغيرها من الأمراض.
وتطل المدارس الخمس بشكل مباشر على المصنع، وتقول آية محمود، إحدى طالبات المرحلة الإعدادية، إن كثيراً ما تتحول الكتب والكراسات، بالإضافة إلى أوراق الإجابة فى الامتحانات، إلى أوراق سوداء تماماً، بالإضافة إلى الإضرار بالرؤية طول فترة الامتحان والدراسة، وفى فصل الصيف لا نستطيع إغلاق النوافذ من شدة الحرارة كما لا نتحمل فتحها لفترة طويلة نظراً لانتشار "الهفت" داخل الفصول.
وأضاف إبراهيم على، من أهالى المنطقة، أن المشكلة ليست فى وضعية المدارس بالنسبة للمصنع، وإنما فى ما يخرج من المصنع أساساً من مخلفات تسبب الأمراض السرطانية لأهالى مدينة كوم أمبو بشكل عام.
وقالت جهاد عمر، طالبة بالمرحلة الثانوية، إن "الهفت" لا يؤثر على منطقة مدارس كوم أمبو فقط، بل تمتد آثاره حتى 3 كيلومترات حول المصنع، ويسبب معاناة لأهالى القرى والعزب القريبة من المصنع، مضيفة "الغريب أن فترة عمل المصنع تتزامن مع فترة الدراسة وتتوقف خلال فترة الإجازة الصيفية".
ويشتكى عدد آخر من الطلاب من نفس المشكلة قائلين "إن إدارة المدرسة تكتفى فى بداية كل عام بتجديد طلاء جدران المدارس فقط"، مؤكدين أن المبالغ التى تصرف على الطلاء فى كل عام تكفى لحلول حقيقية تساهم فى حل أزمة المصنع، وأشاروا إلى أنه من الصعب نقل 5 مدارس إلى منطقة بعيدة، مؤكدين أن المصنع هو الذى لابد أن ينتقل إلى خارج المدينة وبعيداً عن الكتلة السكانية، لافتين إلى أن هناك مناطق صحراوية كثيرة يمكن نقل المصنع إليها.
وتعد مدينة كوم أمبو من أكبر المدن التجارية والسياحية بمحافظة أسوان، ففى الوقت الذى ينتظر فيه السائحون والتجار الزائرون للمدينة أن تتزين هذه المدينة الجميلة لاستقبالهم وضيافتهم، يجدونها تتشح بالسواد الذى يغطى سماءها ويعكر صفوها طيلة خمسة أشهر تقريبا من كل عام.
وكان عدد من نواب مجلسى الشعب والشورى السابقين تقدموا بمذكرات لوزارة الدولة لشئون البيئة لمناقشة أهم الاقتراحات والحلول لأجل إزالة ومعالجة "الهفت" الناتج عن المصنع، والذى يتسبب فى إصابة الأهالى بالأمراض، موضحين أن ذلك نتيجة مادة "اليوريا فورمالدهايد" المستخدمة فى تصنيع الخشب الحبيبى، وهى مادة سامة اضطر الكثير من الأهالى القاطنين بجوار المصنع إلى ترك مساكنهم المجاورة للمصنع نتيجة رائحتها الكريهة، وإصابة البعض منهم بالأمراض.
من جانبهم، أعرب مسئولو البيئة بأسوان ل"اليوم السابع" عن جهدهم المتواصل لحل أزمة "الهفت"، مشيرين إلى أن وزيرة الدولة لشئون البيئة وعدت بسرعة حل هذه المشكلة، كما أجروا اتصالات بالمسئولين والتنبيه عليهم بسرعة إيجاد حلول عاجلة لهذه المشكلة، وتطوير المصنع بما يزيل هذا الخطر الناتج عن هذه المادة.