"تؤثم الازدراء بالعقيدة الدينية وتعاقب مرتكبها بالحبس من ستة شهور إلى خمس سنوات وغرامة من خمسمائة جنيه إلى ألف جنيه مصرى"، هذا ما تنصه المادة 98 فقرة (أ) من قانون العقوبات، وهو مايعرض كثيرين للاتهام بازدراء الأديان، حتى وإن كان بعضهم غير متعمدة. ويرصد موقع "التحرير" مجموعة من أبرز المشاهير الذين اتهموا بازداء الأديان لأسباب مختلفة، ومن بينهم: إبراهيم عيسى في عام 2013 اتهم الإعلامي والصحفي الشهير "إبراهيم عيسى" بإزدراء الدين الإسلامي والاستهزاء بآيات القرآن الكريم، بعد أن تحدث عن الرئيس المخلوع محمد مرسي في إحدى حلقات برنامجه "هنا القاهرة"، الذي كان يذاع على قناة "القاهرة والناس"، وتلا آيات من القرآن الكريم من سورة «الحاقة»، وهي "هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ"، و"هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ"، ساخرا ومستهزئًا بحركات جسده وبكلامه، مرددًا: "سلطانية سلطانية.. ده سلطانية محمد مرسي"، وهو ما اعتبره مقدمو البلاغ بتاريخ 29 نوفمبر ازدراءًا للدين. وقضت محكمة جنح الدقي، في وقت لاحق ببراءة إبراهيم عيسى، والذي نفى عنه تلك التهمة، مؤكدا أنه لم يقم مطلقا بازدراء الدين الإسلامي، وأن حديثه كان في إطار انتقاد سياسات رئيس الجمهورية، وليس فى سياق الآية القرآنية الكريمة. باسم يوسف اتهم الإعلامي "باسم يوسف" خلال فترة حكم الإخوان في عام 2013 بإزدراء الدين الإسلامي والسخرية من الصلاة، والسخرية من الرئيس المخلوع محمد مرسي في مجموعة من حلقات برنامجه "البرنامج"، الذي كان يذاع على قناة "بي بي سي"، وتم إخلاء سبيله بكفالة قدرها 15 ألف جنيه مصري، حيث قال يوسف: "ومن هنا ابتدأ التار بين الإسلاميين الطيبيين وبقية الشعب الكفار"، وأضاف: "خربت خلاص الدولة المصرية، وباي باي لخالتك سلمية.. ودي كانت بداية الحرب الأهلية"، وفي وقت لاحق تم تبرئة باسم يوسف من هذه التهمة. نجيب ساويرس في بداية عام 2012 اتهم رجل الأعمال "نجيب ساويرس" بإهانة الدين الإسلامي باستخدام رسوم كاريكاتيرية يسخر فيها من المسلمين الملتزمين دينيا وملابسهم وهيئتهم، وتضمنت الرسوم صورتين لشخصية ميكي ماوس، ورسم على صورة منهما نقابًا لامرأة والأخرى لحية وجلبابًا لرجل، وهو ما اعتبره البعض استهزاءا بالدين الإسلامي، وقضت محكمة جنح قصر النيل في وقت لاحق بعدم قبول دعوى إزدراء الأديان المقامة ضد ساويرس، وأوضحت المحكمة، أن رفضها للدعوى كان "من غير ذى صفة، حيث أن النيابة أو مجمع البحوث الإسلامية هم فقط من لهم الحق في رفع هذه الدعوة". هشام الجخ في أبريل عام 2012 تقدمت المحامية "سلوى الفارس" ببلاغ ضد الشاعر هشام الجخ في نيابة القاهرة الجديدة، تتهمه فيه بازدراء الأديان في قصيدته " بُنِيَ الإنسان على خمس "، "أمل – مروة – هالة – يارا – نانا ". وقال الجخ في نفس القصيدة: "هجرَتْني أجسادُ النسوةِ مَنْ كُنَّ يعُمنَ بأنهاري. يرقصن إذا شئتُ عرايا. وينمن يميني ويساري. ويبتن على سلم بيتي. ويطفن ويحجُجْن لداري. ويقمن الليل لتسبيحي. يتلين بهجدٍ أذكاري. وأنا مَنْ يملكُ مَنْ يحكم مَنْ يدخلهن إلى الجنة أو يرسلهن إلى النار"، وقالت مقدمة البلاغ أن الشاعراستخدم كلمات دينية وشبّه اسم القصيدة بأركان الإسلام الخمس. ومن ناحية أخرى، ذكر مجمع البحوث الإسلامية في فتواه بتاريخ 31 مايو الماضي، أن الشاعر استخدم ألفاظ وعبارات ذات مدلولات إسلامية مقدسة في معان خادشة للحياء، بالإضافة إلى استخدامه صفات خاصة بالله وحده في وصف محبوبته من المنكرات التي لا يقرها الإسلام، ومع ذلك نفى الجخ ما تناقلته وسائل الإعلام عن استدعاء النيابة العامة له، واتهامه بازدراء الأديان. فاطمة ناعوت في وقت سابق من هذا العام اتهمت الكاتبة الصحفية "فاطمة ناعوت" بازدراء الأديان والسخرية من "الأضحية"، وهي أحد الشعائر الإسلامية، في تدوينة نشرتها على حسابها الشخصي على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، قالت فيها أن ذبح الأضحية يعد نوعًا من الأذى، ولكنها نفت تلك التهمة، موضحة أن تناولها القضية غير مخالف للشريعة الإسلامية من وجهة نظرها، وأكدت أن ذبح الأضحية يعد نوعًا من الأذى الذي يحمل "استعارة مكنية"، وأن ذلك كان على سبيل الدعابة، وقضت محكمة جنح السيدة زينب بإخلاء سبيلها. إيناس الدغيدي في مايو من هذا العام، اتهمت المخرجة إيناس الدغيدي بازدراء الأديان والتطاول على الذات الإلهية بتصريحات تمس المقدسات وتزدري الأديان، مثل قولها بإنها تحدثت مع الله، قائلة: "بعد ذلك كلمت ربنا، وقلت له يا ربى فى حاجات من أقاويل الأنبياء، أنا مش مقتنعة بيها، وإذا كان ده غلط فسامحنى، فعقلي مش قادر يجيبها"، وفي وقت سابق دعت لممارسة الجنس قبل الزواج ووصفته ب"الحلال"، كما أنها رفضت الحجاب وقالت علنا: "ربنا ما يكتبه عليا أبدًا"، وهو ما اعتبره مقدم البلاغ إهانة للدين الإسلامي، وتم إحالة الدغيدي للمحاكمة الجنائية. نوال السعداوي تعرضت الدكتورة "نوال السعداوي" لاتهامات كثير ة بازدراء الأديان، ففي عام 2007 تم اتهامها بازدراء الأديان بسبب أحد مسرحياتها "الإله يقدم استقالته في اجتماع القمة"، ومطالبتها بإضافة اسم الأم مع الأب للأطفال، إلا أن النيابة قررت حفظ التحقيقات في البلاغ بسبب عدم ثبوت الأدلة. وفي عام 2001 اتهمت أيضا بإزدراء الأديان بدعوتها للمساواة بين الرجل والمرأة في الإرث، وتصريحها بأن "شريعة الحج من بقايا عصر ما قبل الإسلام المعروف بالجاهلية"، وفي عام 2004 أوصى مجمع البحوث بجامعة الأزهر بحظر روايتها "سقوط الإمام" لأنها "تتضمن إساءات بالغة للإسلام" على حد وصفه. عادل إمام الفنان عادل إمام واجه نفس التهمة أثناء فترة حكم الإخوان المسلمين، وذلك بسبب بعض أفلامه، مثل "الإرهابي" و"الإرهاب والكباب"، وقضت محكمة جنح مستأنف الهرم ببراءته من التهمة المنسوبة إليه، بعد أن صدر بحقه حكم بالسجن ثلاثة أشهر وغرامة عشرة آلاف جنيه. إسلام بحيري آخر من تم اتهامه بازدراء الإسلام، وكانت محكمة جنح مستأنف مصر القديمة بجنوب القاهرة خففت أمس الاثنين حكمها بحبس الباحث إسلام بحيري سنة، بعد قبولها الاستئناف على الحكم السابق ضده بحبسه 5 سنوات لاتهامه بازدراء الأديان.