مجلة "ناشيونال جيوجرافيك" وصفت المخدر ب«الكنز الدفين».. وخبراء: ضار بالصحة ما زالت أصداء الدراسة، التي أعدها «المعهد الوطني للسرطان»، التابع لوزارة الصحة الأمريكية مستمرة، إذ أثارت الدراسة جدلاً واسعًا بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن زعمت وجود «فوائد صحية» لمخدر الماريجوانا، وفعالية مضمونة في علاج عدة أمراض أهمها السرطان، وفوائد صحية أخرى عديدة. فوائد القنب الهندي مجلة «ناشيونال جيوجرافيك» أيضًا نشرت في عددها الصادر عن شهر يونيو الماضي، تقريرًا يحمل عنوان «علم النشوة» عن فوائد القنب الهندي أو الماريجوانا، موضحة أن للقنب استخدامات هامة وذكرت أكثر من 10 فوائد طبية للمخدر -حسب زعمها- منها استخدامه كمضاد للالتهاب، ولمواجهة نمو خلايا السرطان والأوعية الدموية التي تغذي الأورام، ومكافحة الفيروسات، وتخفيف تشنجات العضلات الناجمة عن مرض التصلب المتعدد، وداء كروان، والالتهابات، ويعالج فقدان الشهية، ومتلازمة توريت، والربو، ويساعد على زيادة الشهية ومعالجة فقدان الوزن، كما أن له أثره في علاج الغثيان المصاحب للعلاج الكيميائي، ويخفف الآلام، ويساعد على النوم، وأوضح التقرير، أن العنصر النشط في الماريجوانا والقنب هو «تتراهيدروكانابينول» THC، ومن المؤكد أنه كلما زاد محتوى THC، أصبح تأثير المخدر أقوى. جدل حالة الجدل التي أثارتها دراسة معهد السرطان، وتقرير المجلة العالمية، انتقلت من مواقع التواصل الاجتماعي إلى الأوساط الطبية، وتباينت الأراء وردود الأفعال حول مدى صحة الحديث عن فوائد هذا المخدر. الخبير الكيميائي، عماد حمدي، يقول إن طريقة عرض الدراسة بهذا الشكل تُعد «كارثة» طبية واجتماعية، متابعًا: إذا كانت هناك فوائد حقيقة للمخدر، اكتشفها المعهد الأمريكي، فهي بالتأكيد تكون لأغراض طبية، ومن غير المقنع أن يستفيد منها مدمنو المخدر، كما أن طريقة تعاطي مخدر الماريجوانا تختلف تماما عن استخدام أصل المادة المخدرة الطبيعية طبيا، حيث يتم خلطها بالتبغ، وتدخينها. واستطرد حمدي، أنه من غير المنطقي أن نتحدث عن فوائد صحية لمخدر الهيروين، رغم أنه يستخدم في أغراض طبية، ففي هذه الحالة سيصل مضمون الحديث بشكل خاطئ ويظن المدمن أن المخدر له فوائد صحية. أضرار أضاف الخبير أن دراسات سابقة عديدة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن «الماريجوانا» لها أضرار عديدة إذا تم تناولها عن طريق حرقها، بفعل تأثيرها على بعض الموصلات العصبية في الدماغ، كما أنها تشعر المتعاطي في كثير من الأحيان بضعف القدرة على التركيز، وفي قدرة التذكر المباشر وقريب المدى، فضلاً عن معاناة الشخص من خلل في التوازن الحركي والحسي مع زيادة ضربات القلب. وتابع: «الماريجوانا مادة مخدرة تؤثر على الدماغ، وتعاطيها لسنوات طويلة يؤدي إلى ضمور في خلايا الدماغ، كما أن معتادي تدخينها تزداد بينهم احتمالات الإصابة بداء انتفاخ الرئة، الذي يعمل على تدمير الجدران الداخلية للرئة والذي يؤدي إلى الموت". وأوضح خبير الكيمياء، كما أن هناك كثيرًا من المتعاطين يتوهمون أن المخدر له أثره في تحسين القدرات الإدراكية بل على العكس فإنّ قدرته العالية على الشعور بالتفاصيل من حوله تثير قلقه وتوتره كثيرًا، فضلاً عن تسببه في اضطرابات الجهاز الهضمي مما يؤدّي إلى سوء الهضم والإسهال أو الإمساك فضلاً عن ضعف وتقلص المعدة وانقباضها.