قال موسى أبو قرين، وكيل اتحاد منتجي قصب السكر جنوب الصعيد (تحت التأسيس)، إن الفلاحين يعانوا من تراكم الديون وفوائدها من بنوك التنمية والائتمان الزراعي وكذلك هيئة الإصلاح الزراعي التى ما زال أغلب الفلاحين يدفعون أقساطها منذ عام 1952 دون تمليك والمطاردة من الأحكام النهائية ضد آلاف المزارعين من الحجوزات ورفع الشيكات من بنوك التنمية وهيئة الإصلاح الزراعي. وأضاف أن "الشركة القابضة للسكر تقوم بنهب إنتاج الفلاحين الحقيقي لمحصول قصب السكر الذي ينتج فعليًّا أكثر من 22 سلعة إنتاجية، مثل السكر والأعلاف والخشب الحبيبي والأوراق والكحول والفازلين والمولاس الذي يدخل في صناعة أرقى أنواع العطور".
وأوضح أن طن القصب الخام ينتج نحو 120 كجم سكر، وثمن الكيلو أكثر من 4 جنيهات، وإذا كان الناتج من الفدان الواحد 40 طن خام قصب يكون ناتج السكر 4.8 طن صافي بسعر 19200 جنيه، وعندما يحسب سعر طن القصب 400 جنيه عن الطن وينتج الفدان 40 طنًّا إجمالي المبلغ يكون 16000جنيه للفدان، وما يصرف على الفدان طوال العام أكثر من 13400، ليكون الدخل الصافي في العام 2600 جنيه ليشكل دخلا شهريا 216 جنيهًا من الفدان، فمَن يمتلك فدانين يكون دخله في الشهر 432 جنيهًا، ومن يمتلك 3 أفدنة يكون دخله في الشهر 648 جنيهًا، ومن يمتلك 5 أفدنة ويعتبر من كبار الملاك يكون دخله 1080 شهرايًّا. وأشار قرين إلى أن الفلاح لا يتقاضى أي مقابل من المنتجات الأخرى المجملة ب22 منتجًا تخرج من القصب ويتم دفع المقابل المالي على منتج السكر فقط لا غير، موضحًا أن طن القصب 120 كجم "سكر صافي" ويتبقى 880 كجم خام قصب لكل طن. وأوضح أن ثمن المحصول من المصانع يتم تقسيطه للفلاحين طوال العام بنسب 50% ثم 25% والمتبقي يحصلون عليه في توقيت التصافي (25%) حتى آخر العام. وتابع "الأعباء تزيد على كاهل الفلاح، من فوائد البنوك التي تتراكم لأكثر من عام حتى يصل الفدان إلى أكثر من 500 جنيه فائدة، بجانب المهانة والذل الذي يواجهه الفلاح في صرف المستحقات المالية، فيتزاحم الآلاف من الفلاحين في صالات ضيقة بالمصانع وغير آدمية، مما يطيل فترة انتظار الصرف إلى أكثر من 16 ساعة وربما يتأجل إلى اليوم التالي، وهذا يتم أكثر من 5 مرات طوال العام". ولفت وكيل اتحاد منتجي قصب السكر إلى أن المصانع تحجب قيمة الوزن اليومي الخاص بتوريد المحصول للمصنع عن الفلاح، موضحًا أنه إذا كان الفلاح من قرية بالأقصر ويقوم بنقل المحصول إلى مصنع قوص أو أرمنت بمسافة لا تقل عن 30- 40 كيلومترًا، ويتعرض المحصول للإهدار أو السرقة رغم خصم نسبة من كل طن لحراسة المحصول بالطريق، وإذا انقلبت سيارة محملة بالمحصول أمام المصنع المسؤول عند إعادة شحنها وتعبئتها من جديد بتكلفة أخرى يتحمل الفلاح كل ذلك. ويبلغ عدد مصانع السكر بجنوب الصعيد 9، وهي أسوان (مصنع كوم أمبو- مصنع إدفو)- الأقصر (مصنع أرمنت)- قنا (مصنع قوص- مصنع دشنا– مصنع نجع حمادي)– سوهاج (مصنع جرجا)– المنيا (مصنع أبو قرقاص)- الجيزة (الحوامدية). ويبلغ عدد الفلاحين الذين يزرعون قصب السكر في مصر قرابة 500 ألف مزارع، ومتوسط الأسرة لكل فلاح منهم 5 أفراد، ما يساوي أكثر من 3 ملايين فرد يتعايشون من زراعة قصب السكر، بالإضافة إلى بعض الفلاحين الذين يأخذون الحشائش لتغذية المواشي، فضلاً عن عدد عمالة المصانع.