يقيم منتدى الإبداع السردي بمركز الحرية للإبداع بمدينة الإسكندرية ندوة لمناقشة رواية "الموريسكي الأخير" للكاتب صبحي موسى، اليوم الاثنين وذلك بحضور كل من الناقد والكاتب السكندري محمد عطية والناقد الدكتور شريف عابدين. يذكر أن رواية الموريسكي تتعرض لمأساة الموريسكيين في الأندلس وتهجيرهم عن بلادهم لاعتناقهم الدين والثقافة ال‘سلامية رغم قرار الملكين فرناندو وإيزابيلا بفرض التنصير الإجباري على كل من بالأراضي الأسبانية أو الأندلسية، وقد عانى بناء الثقافة الإسلامية معاناة طويلة وشديدة في الحفاظ على عاداتهم وثقافاتهم وانتمائهم الحضاري، في حين نشطت محاكم التفتيش في تعذيبهم ومتابعتهم والشك الدائم في أفعالهم، محرمة عليهم أي نوع من الخصوصية كي لا يتمكنوا من ممارسة ثقافتهم الإسلامية سواء في العبادة أو الطهارة أو المعاملة أو الزي أو الكلام. وأدت الأحداث إلى قيام الموريسكيين بالعديد من الثورات كان أبرزها ثورات البيازين والبشرات وبلنسية، وبعد الكثير من التهجير والتغريب الداخلي في البلدان الأسبانية والبرتغالية أنتهى الأمر بأن اتخذ الإمبراطور فيليبي الرابع قراره عام 1609 بتهجير كافة الموريسكيين من الأندلس إلى الشاطئ الجنوبي، فتدفقت السفن على مدار ثلاث سنوات بآلاف الموريسكيين إلى شواطئ المغرب والجزائر وتونس، وتفرق الموريسكيون في مختلف بلدان الأرض، وزادت معاناتهم بأن اتهم أبناء البلدان التي وصلوا إليها بانتمائهم للثقافة المسيحية، فصارت غربتهم مضاعفة، وصارت الثقافة التي دفعوا أعمارهم للدفاع عنها حملا على أكتافهم، وطالت التغريبة لما يزيد عن خمسة قرون، فقد مرت منذ عامين الذكرى الخامسة للانتهاء من تهجير الموريسكيين عام 1613، ومن ثم فقد سعت الرواية لرد اعتبار الموريسكيين المسلمين، مطالبة بالاعتذار لهم عما حدث في حق أجدادهم من قبل الأسبان، ومطالبة بمنحهم حق العودة إلى بلادهم كما حدث مع الموريسكيين اليهود. وقد ربط الكاتب بين مأساة الموريسكيين الذين اضطهدوا على أساس ديني بسبب وصول ملكين متشددين دينيا إلى الحكم، واعتمادهم لفكرة المواطنة على أساس الدين، ربط بين هذه المأساة وبين وصول الاخوان إلى الحكم في أعقاب ثورة 25 يناير، طارحا تخوفاتهم من صعود التيارات الدينية وسيطرتها على مقاليد الحكم، مما قد يعيدنا إلى زمن محاكم التفتيش في الضمائر والصدور، وتفسير وتأويل الأمور وفقاً لفهم ووعي هذه الجماعات، وهو ما قد ينتج من جديد المأساة الكبرى التي عاشها الموريسكيون لمدة مائة وعشرين عاما، والتي انتهت بتشتيتهم عن بلادهم مدة خمسة قرون، وحتى الآن مازالت مأساتهم قائمة وبحاجة لمن يرف بعضا من وطأتها على صور المنتمين لها. يذكر أن "الموريسكي الأخير" هي الرواية الخامسة لصبحي موسى، وأنها ضمن خمسة عشر عملاً تتضمنها القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد، يذكر أيضا أن الرواية السابقة لموسى "أساطير رجل الثلاثاء" حازت على جائزة أفضل عمل روائي لعام 2013 في معرض القاهرة الدولي للكتاب.