أظهرت النتائج الأولية لفرز أصوات الانتخابات المحلية في فرنسا، فشل تيار اليمين المتطرف المتمثل في حزب الجبهة الوطنية في الفوز بأي منطقة في الجولة الثانية للانتخابات، فيما حصل اليمين المعارض على 7 مقاعد وحصل اليسار على 5 مقاعد. وبحسب ما أعلنته لجنة الانتخابات، فقد بلغت نسبة المشاركة 50,54%، حيث تعتبر هذه النسبة عالية مقارنة بنسبة التصويت في الانتخابات قبل خمس سنوات والتي كانت 43,47 % وكذلك مقارنة مع نسبة المشاركة في الجولة الأولى التي جرت الأحد الأسبوع الماضي وبلغت 43,01%. وفي ذات السياق خسرت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان في منطقة "نوربا دي كاليه" أمام مرشح الجمهوريين كسافييه برتران الذي نال 57.2 % من الأصوات، حيث كان حزب الجبهة الوطنية يأمل، بعد نيله أعلى نسبة من الأصوات على المستوى الوطني في الفوز بعدد من المناطق ال13، مستغلا رفض الفرنسيين للأحزاب السياسية التقليدية العاجزة عن إيجاد حلول للأزمة الاقتصادية، والخوف الناجم عن اعتداءات باريس الإرهابية في 13 نوفمبر. وبحسب صحيفة "الجارديان البريطانية، فإن اليمين المتطرف اعتبر هذه النتيجة انتصارا كبيرا له بعدما حصل على 6.6 مليون صوت وهي المرة الأولى التي يحصد فيها الحزب هذا العدد من الأصوات. واعتبرت "الصحيفة" أن حصول الاشتراكيين التابعين للحزب الحاكم على خمسة مناطق تقي أنصار الرئيس هولاند من هزيمة ساحقة. من جهة ثانية، أفاد معهد "إبسوس سوبرا" المتخصص في استطلاعات الرأي أن نسبة المقاطعة حتى الساعة الخامسة مساءً بلغت 42.5% وفي أول تعليق لها على نتائج الانتخابات، قالت مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف: إن "لا أحد ولا شيء سيوقف زحف الجبهة الوطنية التي تمثل اليمين المتطرف بفرنسا"، مشيرة إلى أن حزبها في تقدم وتطور مستمر منذ خمس سنوات، حيث أصبح "أول قوة معارضة" في البلاد. وأضافت "أكثر من ستة ملايين فرنسي صوتوا للجبهة الوطنية، وزادت نسبة التصويت لمرشحينا ب 30 % منذ انتخابات 2010، مضيفة "نحن معارضة بناءة ومسؤولة وحرة لأنها منبثقة من الشعب". ووجهت كلامها لمؤيدي الحزب "لقد رفضتم التلاعب وتحررتم من الضغوطات التي قررت في قصور الجمهورية والتي سخرت لمن يستفيد من هذا النظام على حساب الفرنسيين.. إن ممثلي الجبهة سيمثلونكم لأنهم يشبهونكم". وأوضحت أن "الكذبة التي يرتكز عليها النظام السياسي الفرنسي تبينت، فهم يقودون البلاد إلى الفوضى، لكن لجان مارين ستستقبلكم في كل مكان بفرنسا، وبات الاختلاف من اليوم بين العولميين والوطنيين".