خطيب الحسين: لم أدعُ لعدم الخروج في 25 يناير.. والالتزام بالخطبة الموحدة حتى لو ضد السيسي انتابت البعض حالة من الغضب خلال الساعات الماضية، بعد الخطبة التي ألقاها خطيب مسجد الحسين الشيخ عبد الحكم سلامة، الجمعة الماضية، بتأكيده على أن حاكم البلاد هو ظل الله في الأرض، ولا يجب الخروج عليه، مستشهدًا بآيات قرأنية وأحاديث نبوية، لافتًا بأن الامتثال لدعوات التظاهر المضرة بالأمن ليس من صحيح الإسلام، وهو ما اعتبره عددًا من المشايخ عودة لعصر استخدام المنابر لخدمة الحاكم. ويؤكد سيد عبود، وكيل وزارة الأوقاف للمساجد الأسبق، أن الأصل في العمل على المنابر هو خدمة الدعوة الإسلامية، ومعالجة المشاكل المجتمعية، بتوضيح مواقف الشرع من قضايا المجتمع، لكن عند تلك المعالجة يتعين علينًا الالتزام بالحيادية، وعدم التركيز على النصوص لخدمة فصيل أو تيار معين، وأن الرئيس ملك للجميع، ولا ينبغي تكرار استخدام المنابر لخدمة الحكام مثلما كان يحدث في عصر مبارك. ويُشير "عبود" إلى أن الخطبة الموحدة لا تصلح لحل الأزمات في كل المحافظات، موضحًا بوجود مشاكل من نوعية معينة ببعض المحافظات، تتطلب خطبة في هذا الصدد، وأن الاستفادة من الخطبة الموحدة تكون فقط في معالجة القضايا الطارئة. من جهتها، تطالب د.آمنة نصير، النائبة البرلمانية عن قائمة "في حب مصر"، المشايخ بضرورة الابتعاد عن المشهد السياسي، مؤكدة أن الشعب والقانون هما السلطان الوحيد الذي يحدد توجهات المجتمع وأفراده، لذلك على المشايخ أن يرفعوا أيديهم عن القضايا السياسية، والعمل على خدمة الدين والوطن، وعدم الزج بالمنابر في السياسة. ويقول الدكتور عبد الحكم سلامة، أستاذ أصول الفقه بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، صاحب خطبة الجمعة الماضية بمسجد الحسين، إن وزارة الأوقاف حددت موضوع الخطبة على مستوى محافظات الجمهورية، وجاءت تحت عنوان " خطورة الدعوات الهدامة وحتمية التصدي لها". ويضيف "سلامة" في تصريح ل"التحرير"، أنه لم يدعوا المصلين لعدم الخروج في 25 يناير، ولم يذكر اسم الرئيس السيسي مطلقًا، بل تناول الموضوع من حيث موقف الإسلام، وهي الخروج على الحاكم. ويوضح أستاذ أصول الفقه بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، أنه تعمد ذكر الأحاديث الشريفة؛ لعدم إعطاء فرصة للنيل من كلامه، وأنه لم يقصد حث الناس على عدم معارضة الحاكم و تحديدًا السيسي، بل تحدث بشكل عام عن موقف الإسلام من الدعوات التي تنال من الاستقرار والأمن والأمان، منوهًا بأن وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، حضر الخطبة، وأشاد بها. وحول ردود الأفعال التي وصفة الخطبة بأنها عودة لعصر مبارك والدعاء للرئيس، أكد خطيب الجمعة الماضية بمسجد الحسين: "من مهام الدعاة توضيح الموقف الشرعي دون التطرق للمواقف السياسية، والالتزام بموضوع الخطبة حتى لو ضد السيسي، وأن يوضح موقف الشرع من تلك الدعوات، وأن طاعة الحاكم واجبة شرعًا بنص القرآن الكريم والأحاديث النبوية".