تحولت مدينة فرشوط بمحافظة قنا، منذ خمسة أعوام لمسرح خصومة ثأرية بين عائلتي «السحالوة» و «المخالفة»، دفعت بعض الأسر من الجانبين لترك منازلهم ومغادرة المدينة. الواقعة تعود ل 23 يونيو 2011؛ إثر مشادة كلامية نشبت بين شقيقين من عائلة «السحالوة» من جانب وآخرين من «المخالفة»؛ لرش أحد شاب من العائلة الأخيرة المياه على أحد أطفال العائلة الأولى، الأمر الذي تطور لاشتباكات بالأيدي والعصي لرفض «المخالفة» الاعتذار ل «السحالوة»؛ لما بدر منهم تجاه طفل العائلة الأولى. واستمرت الاشتباكات حتى سقط أول قتيل في اليوم التالي من عائلة «المخالفة»، ويدعى أشرف فريج أبو مخلوف، نتيجة الإصابة بطلق ناري، وتم اتهام «هشام . ف . س» من عائلة «السحالوة»، بقتله وبرأته المحكمة في جلسة 3 فبراير 2013؛ حيث أكد تقرير الطب الشرعي أن الطلقة خرجت من سلاح ناري على بعد 60:50 سنتيمتر من الخلف، مما يدل على أنه أُصيب بالخطأ. ومع تطور الاشتباكات نظم عدد من مشايخ المركز جلسة صلح كبرى في 9 مارس 2012 تحت رعاية الشيخ محمود عبد الرازق والبرلماني السابق هشام الشعبيني والعمدة علي قاعود وبالفعل تصالح الطرفين. أحد أفراد عائلة أبو سحلي، يُشير إلى أنهم فوجئوا في اليوم التالي ليوم الصلح بقيام 5 أفراد من عائلة «المخالفة» بقتل الشيخ حسان أبو سحلي، أحد كبار العائلة، أثناء خروجه للعمل في السابعة والنصف صباحًا، حيث استقل الجناة دراجتين ناريتين وأطلقوا صوبه الرصاص وهم: «محمد . ف»، شقيق القتيل الأول، و«أشرف . ف»، «مقبوض عليه»، وثلاثة هاربين من نفس العائلة، هم: «أبو الحسن . ف»، و «محمد . أ»، و «منتصر . ف»، وبعدها وقعت اشتباكات وقام أفراد عائلة «السحالوة» بإطلاق الرصاص ومحاصرة منازل «المخالفة» لمدة شهر. وفي مايو 2012 سقط محمد عبد الرازق أبو مخلوف، 28 سنة، قتيلاً عن طريق الخطأ، وتلقت عائلة «المخالفة» العزاء فيه، وبعدها بأيام، وفي 20 يونيو 2012 تجددت الاشتباكات وسقط عيسى ونس أبو سحلي، 28 سنة، قتيلًا على يد «خالد . م . أ»،35 سنة، هارب، وظلت بعدها الأمور هادئة في المركز حتى بداية العام الدراسي 2012-2013 حين وقعت اشتباكات بين طلاب العائلتين بمدرسة فرشوط الثانوية. وقتها تجمهر عدد كبير من شباب «المخالفة» أمام المدرسة، مما دعا مدير المدرسة لإبلاغ الشرطة، فحضر معاون المباحث الرائد أحمد زكي، والقوة المرافقة له، وقام بفض التجمهر، وحدثت اشتباكات بين الأمن وأفراد «المخالفة»، حتى انتقلت الأحداث لقرى المركز وسقط خلالها علي طلعت. وفي 2014 تجددت الاشتباكات بينهم في سوق المدينة وأسفر إطلاق الرصاص عن مصرع شابين من أبناء «المخالفة» أحدهما قُتل في سوق فرشوط بعد توسع الاشتباكات، وتم خطف ثلاثة من «المخالفة»، وتم إيداعهم في ديوان «السحالوة» وتدخل حينها مشايخ المركز ونجحوا في إطلاق سراحهم، وبعد سقوط القتيلين ازدادت حدة الخلافات مرة أخرى وارتفع عدد قتلى «المخالفة» إلى 6 أشخاص مقابل 6 لعائلة «السحالوة» و وارتفاع عدد المصابين لأكثر من 30 شخصًا. وأُجريت محاولات عديدة للصلح بين الطرفين باتت جميعها بالفشل، لعل أبرزها محاولة الشيخ محمد الطيب، شيخ ساحة أبو الحجاج الأقصري وشقيق أمام مشيخة الأزهر الشيخ أحمد الطيب ومحاولة الشيخ التونسي من أسوان. وكانت آخر واقعة للخصومة بين الطرفين في 13 نوفمبر الماضي، عندما أُصيب أحد أفراد عائلة «المخالفة» بعد تبادل إطلاق الأعيرة النارية، وهو الأمر الذى دفع لجنة المصالحات الثأرية للتدخل مرة لمحاولة وقف سيل الدم بين العائلتين في الخصومة الأشهر بصعيد مصر. وتكونت لجنة المصالحات من الشيخ تقادم الليثي، رئيسًا وعضوية كل من كمال تقادم النائب البرلماني السابق والشيخ عبدالمعطي أبوزيد، إمام وخطيب مسجد السيد عبدالرحيم القنائي، والعمدة عبدالباسط حداد، وحمدي أبو قريع، وكيل وزارة سابق، والدكتور صلاح صالح، مدرس بكلية التربية، والشيخ أحمد عبداللطيف الكلحي. وقال الدكتور صلاح صالح، عضو اللجنة، إن اللجنة عملت خلال الأشهر الماضية على احتواء الطرفين وبعد مناقشات وجلسات تم عقدها تحت إشراف اللواء عبدالحميد الهجان، محافظ قنا، وبمكتبه بداخل ديوان عام المحافظة أيحانًا، تم الاتفاق بين الطرفين على إنهاء الثأر بينهما، لكي يعود الأمن والأمان مرة أخرى إلى مدينة فرشوط.. وأوضح «صالح»، أن اللجنة بالتعاون مع محافظ قنا قررت إطلاق اسم «ردم الدم» على الصلح نسبة إلى بنود الصلح بإنهاء الخلاف إلى الأبد بمعنى «دفن النار أو الدم» بين الطرفين. ومن جانبه قال الشيخ عبدالمعطي أبوزيد ، إمام مسجد السيد عبد الرحيم القنائي، إن الطرفيين متعادلان في عدد القتلى، حيث تسببت الخصومة في مقتل 6 أشخاص من كل عائلة، وتعاهد الطرفان على إنهاء الخصومة باتفاق بينهما وأولياء الدم والتنازل عن جميع القضايا والمحاضر، لافتًا إلى أنه سيتم إجراء المصالحة بينهما باستاذ قنا، في حضور كبار وزعماء القبائل بعد صلاة الجمعة اليوم.