تحت عنوان «تنوع حضرى» بجاليرى المسار بالزمالك، افتتح الفنان أحمد فريد معرضه الذى شهد إقبالا كبيرا، ومن المقرر أن يستمر حتى 30 مايو، يأتى ذلك ضمن الاحتفال بالعيد الخامس على تأسيس جاليرى المسار للفنون المعاصرة. فى جو ساحر يملؤه صوت آلة الهارب قدم الفنان التشكيلى الكبير أحمد فريد أحلام وطموحات ومعاناة المصريين وبصفة خاصة المنتمين إلى الطبقة المتوسطة فى 33 لوحة، عزف من خلالها لحن الأمل والطموح فى محاولة لتلوين الواقع المرير الذى يعيشه المصريون بألوان مبهجة لعلها تكون ألوان المستقبل المشرق القادم بخطى ثابتة نحو المصريين بعد الثورة. تلاحظ من الوهلة الأولى للنظر إلى اللوحات أنك فى مأزق كبير بسبب صعوبة قراءة تلك اللوحات التى اعتمد فيها فريد على النظرية الجلتشطية التى تقول إن العين ترى الكليات قبل الجزئيات، وهى نفسها النظرية التى اعتمد عليها رواد الاتجاه التأثير فى الفن التشكيلى والذى يهدف روادها إلى القراءة المتعددة للعمل الفنى، وهو ما أكده الفنان أحمد فريد ولكنه رفض انتماءه لاتجاه معين فى الفن التشكيلى سواء ما بعد التأثيرية أو التكعيبة وقال أنا أرسم لوحاتى حسب ما يمليه علىّ الفنان الساكن بداخلى وإننى شخصيا أقرأ لوحاتى فى كل مرة بشكل مختلف عن المرة السابقة، وتلك هى عبقرية لوحاته عندم تدخل فى تفصيل اللوحات تجد نفسك تفك بسهولة طلاسم تلك اللوحات، حيث إن فريد قد عبر فى كل لوحة عن مصر بكل تفاصيلها، حيث العشوائيات التى أصبحنا نعيشها الآن تداخل بيوت ومنازل الأغنياء والفقراء من مبانٍ عالية وأخرى منخفضة ووسط تلك الصراع بين الغنى والفقير يعيش أصحاب الطبقة المتوسطة التى تبحث عن مكان داخل المجتمع، حيث أصبحت تلك الطبقة تتآكل بشكل كبير وملحوظ، ولكنها تحاول وتصارع من أجل البقاء. وباستخدام الألوان الساخنة والباردة قدم الفنان أحمد فريد الصراع بين طبقات المجتمع، وقد حاول بقدر الإمكان تجميل الجزء الخاص بمساكن الطبقة الفقيرة وبسؤاله عن سبب ذلك قال إن هذه الطبقات لديها ذوق رفيع، ولكنها لا تمتلك الآلية لذلك، ولهذا أقوم أنا بذلك. وقدم أيضا الصراع السياسى المصرى فى أثناء وبعد الثورة فى العديد من اللوحات، كان أشهرها لوحة العسكرى الأخضر الذى يظهر فيها العسكرى القزم بالنسبة إلى المواطن والثائر. ولعل هذ المعرض يعد شحنة انفعالية قوية لفريد تجاه ما يحدث بالوطن، لا تجد معاناة كبيرة لتصلك تلك الأحاسيس القوية لصدق مشاعرها، ويتضح ذلك فى جرأة استخدام الألوان والتكوينات داخل اللوحة وأيضا قوة استخدام فرشاته.