متحف ومعرض دائم لأعمال الفنانة التشكيلية الكبيرة إنجى أفلاطون «19241989» بقصر الأمير طاز خبر يسترعى الانتباه ويستحق تسليط الضوء عليه ويعطى لرموز الفن فى مصر حقها فالفنانة التى قضت عمرها فى صف الفقراء والمهمشين تستحق منا أن نخلد ذكراها ونعكف على دراستها واستلهام تجربتها الفنية فمن خلال ستين لوحة فنية من أبرز لوحات الفنانة إنجى أفلاطون فى مشوارها الفنى نقف لنتأمل جمال الطبيعة وإبراز أجمل ما فى المصريين المهمشين من النساء قبل الرجال. وبألوان طازجة مدهشة تقدم لنا الفنانة مناظر خلابة لقرى مصر وريفها وبرؤية فنية تصور الفلاحات فى الأسواق وعمال التراحيل والبشر رجالاً ونساء فى الحقول والبيوت ونجد مظاهر وطقوس النساء فى تلك الأماكن فالنساء يعكفن على إعداد الكعك والأم تحتضن أولادها بحنان جياش والنساء بالملاءات اللف واللوحات إجمالا تحكى قصة هؤلاء الفقراء والمهمشين وهم راضون بما يقومون به والسعادة تظهر فى وجوههم الشقيانة والحرية هى مطلبهم وأقصى أمانيهم ومعظم اللوحات السريعة الإيقاع الناتجة عن ضربات الفرشاة المتلاحقة تحفل بالطقوس والخصوبة والتجدد والعطاء وهذا لا يبعد كثيرا عن شخصية الفنانة إنجى أفلاطون التى تعتبر واحدة من رائدات الحركة النسائية ولهذا فإنها سعت لتحرير الإنسان المصرى وسجلت نضاله من أجل الحرية والتقدم برغم أنها تمردت على طبقتها الارستقراطية وانضمت إلى طبقة المستضعفين بصدق، ولهذا تميزت أعمالها وبرزت رسوماتها عن الطبيعة والنساء والرجال المطحونين . ووصف دكتور أحمد إمام مدير متحف انجى افلاطون الفنانة الكبيرة بأنها واحدة من رائدات الفن التشكيلى فى مصر، ومرت بأكثر من مرحلة تشكيلية المرحلة الأولى فى حياتها الفنية اهتمت بالجانب التعبيرى فأظهرت القضايا الاجتماعية الخاصة بالطبقة الدنيا فى المجتمع المصرى فكانت لوحاتها معبرة عن الفئات الكادحة ثم انتقلت بعد ذلك إلى المرحلة التأثيرية وخاصة تأثرها بمدرسة فان جوخ، و الجانب التعبيرى واضح فى أعمال إنجى أفلاطون خاصة مرحلة السجن والتى أظهرت فيها الأسى والقهر والظلم للشخوص الذين ظهروا فى أعمالها ثم بدأت تتحول بعد ذلك اهتماماتها بأعمال الريف وصور الفلاحين ، وهذه المرحلة أظهرت فيها قيمة اللون والضوء إلى جانب ذلك اهتمت بالبصمة التشكيلية فظهر فى أعمالها اهتمامها بالتكوين والظل والنور والأسلوب المعاصر. وقال د. إمام أن إنجى أفلاطون على الرغم من كونها فنانة تشكيلية تنتمى إلى الطبقة الأرستقراطية إلا أنها هبطت بأعمالها للطبقات الكادحة من أبناء الشعب المصرى واستطاعت أن تعبر عنها بمصداقية شديدة وهذا يشعر به كل من يرى لوحاتها و لم تعبأ انجى بحياتها الأرستقراطية وعاشت مع الجماهير معاناتها. تصوير شريف الليثى وأوضح أن المتحف يحتوى على ستين لوحة للفنانة بالإضافة إلى حامل اللوحات والمكتب وأدوات الرسم الخاصة بها ومجموعة من شهادات التقدير و بعض المقتنيات الشخصية وهو متحف مفتوح وسيتم تغيير الأعمال المعروضة فيه من فترة لأخرى والمتحف يتم التجهيز له منذ ثلاث سنوات وقد تم نقله من مركز الفنون المعاصرة بمدينة 15 مايو إلى قصر الأمير طاز بحى السيدة زينب.