"مالك خاسس كده ليه.. أصلي بلعب رياضة.. بتتكلم بجد إنت بيأكلوك إيه.. فنجان رز وفنجان سلطة"، حوار حقيقي دار بين أحد المتهمين المحبوسين في القضية المعروفة إعلاميًّا ب"خلية الماريوت" مع أحد محاميه داخل قاعة المحكمة. المتهم، الذي طالب المحامي بعدم إخبار أهله حول وضعه حتى لا يحزنوا عليه، قال إنَّه لا يتضرر كثيرًا من قلة الطعام أو نوعيته، إلا أنَّ "لسعة" البرد تنزل عليه كالصاعقة وسط تجاهل لتوفير "بطاطين وملابس شتوية" تتماشى مع هذا الطقس الذي يضرب البلاد. وبينما جاء هذا الحوار الصغير منتشرًا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاجات متنوعة حول ما يدور في السجن، بينها "عذاب العقرب"، و"مقبرة العقرب"، توجد أحاديث أخرى صريحة موجهة إلى منصة القضاء من مساجين يشكون البرد القارس في جلسات المحاكمات العلنية، كان آخرها شكوى متهم بقضية قتل اللواء نبيل فراج لرئيس محكمة الجنايات المستشار حسن قنديل، بأنَّهم لا يملكون سوى بدلة السجن الصيفية وملابسهم الداخلية فقط في ظل هذا الجو البارد، مطالبًا بالزيارة والسماح لهم بالمتعلقات الشخصية والملابس داخل السجن، فوعد القاضي ببحث الأمر. رد الداخلية جاء على عكس هذه الرواية، فنفى اللواء حسن السوهاجي مساعد وزير الداخلية للسجون الأمر، وأكَّد تسليم المساجين بطاطين وملابس شتوية. وبينما تبقى أصوات شكاوى المتهمين وصورهم في جلسات المحاكمات، يهرول أهالي المتهمين على مكتب النائب العام ومصلحة السجون للمطالبة بفرصة لزيارة ذويهم، محاولةً للتخفيف عنهم في ظل هذه المعاناة الشديدة. في هذا السياق، تقول سلمى سحلوب شقيقة "خالد" المحبوس في قضيتي "خلية الماريوت"، و"خلية حلوان"، راجيةً إدخال أغطية وملابس شتوية لشقيقها، المحبوس منذ الثاني من يناير من العام الماضي، وتمكين أسرتها من زيارة أخيها: "أخويا بينام على الأسمنت.. كفاية سقعة عليه حرام.. وهو لابس بدلة حبس خفيفة على اللحم، والمحامين قالوا إنَّهم لا معاهم بطاطين ولا ملابس شتوى.. إحنا محرومين من زيارته.. لكنى رأيت صور جلسة محاكمته منذ يومين.. وظهر فيها ببدلة السجن الصيفى التى رأيته بها قبل شهرين". وأضافت أنَّ شقيقها محبوسًا فى سجن العقرب، فى عنبر اسمه "الدواعي"، ومعه ثلاثة آخرون في زنزانة وصفتها ب"غير الآدمية"، سعتها مترين في مترين ونصف متر، مؤكِّدةً أنَّها لا مكان مناسب للنوم بها، فضلاً عن أنَّ تصل إليهم مثلجة وعكرة، مع منع إدخال البطاطين أو الملابس للمتهمين في الزيارات إن تمت، قائلة: "منذ حبسه وحتى الآن لم يسمحوا لهم بإدخال ملابس له، كيف يحتمل ذلك بشر، وكيف نتأكد أنَّ السجون منحتهم بطاطين كما يقولون، وإن صح ذلك فهل سيفترشونها أم يلتحفونها". وأكدت شقيقة المتهم المحبوس في "العقرب"، منع الزيارة عن أخيها منذ شهرين، قائلةً إنَّ زياراته تتم بإذن نيابة كل شهر، بالرغم من إتاحة القانون لهم حق الزيارة كل أسبوع أو أسبوعين إلا أنَّ هذا لم يحدث وقد مرَّ بدلًا من الشهر اثنان حتى الآن دون تمكينهم من الزيارة، وقدَّموا طلبات عدة للنيابة". وتابعت: "أخويا خس 40 كيلو، أنا اتخضيت آخر مرة شوفته فيها، ووشه بقى ناشف، والمحامي بعد آخر جلسة قال لنا بقى جلد على عظم، وإنه بيموت وبطنه بتتقطع علشان عايز الدواء"، موضِّحةً أنَّ أخيها مصاب بقرحة في المعدة والتهاب في المريء. وخالد، حسبما أوضحت شقيقته، محبوس منذ الثاني من يناير من العام الماضي على ذمة قضية الماريوت، وتقرَّر إخلاء سبيله فيها في فبراير الماضي، إلا أنَّ حبسه استمرَّ في قضية "أحداث حلوان" وهي وقعت في سبتمبر قبل الماضي، بعد ثمانية أشهر من حبس "خالد". ورصدت "التحرير" حملةً لأهالي المحبوسين في سجن العقرب على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، جاءت عبر هاشتاجات "مقبرة العقرب"، و"افتحوا الزيارات"، و"دخلوا شتوى العقرب".