يقول الدكتور عادل عامر، مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والاقتصادية، إن زيادة النمو السكانى ترجع إلى عدة أسباب أهمها انخفاض نسبة الوفيات بين الأطفال نتيجة الحملات المستمرة للتوعية بأهمية تطعيم حديثى الولادة، وما أدى إلى تراجع عدد الوفيات بين الأطفال، فضلاً عن زيادة نسبة المواليد الأمر الذى ساهم فى زيادة أعداد السكان، وزيادة متوسط عمر الفرد وتحسن الأوضاع الصحية للطبقة المتوسطة، وترتب على ذلك زيادة متوسط عمر الفرد مما أدى إلى زيادة كبار السن وزيادة نسبة الإعالة. ويضيف عامر، أيضًا هناك مفاهيم اجتماعية «كارثية» لدى البعض، من شأنها زيادة الكثافة السكانية، ومنها اعتقاد البعض من النساء أن زيادة إنجاب الأطفال قد يكون سببًا فى زيادة الترابط الأسرى بين المرأة وزوجها، وحائلا يمنع الرجل من خيانة زوجته، بينما أكد أساتذة علم النفس والاجتماع أكثر أن الخيانة ليس لها علاقة بتلك التفسيرات، وأنها تكون ضمن مكونات شخصية الرجل، ولها أسباب كثيرة أخرى، إضافة إلى رغبة البعض فى زيادة إنجابهم من جنس معين، فهناك من تبحث عن أنثى، وآخر يبحث عن ذكر، وآخرون يبحثون عن تعددية ذكرية، خصوصا فى المجتمعات الريفية والصعيدية، ربما لمفاهيم وراثية أو لمساعدتهم فى العمل أو الزراعة، فى ظل نقص الرائدات الريفيات. ويستطرد عامر، أحد أهم الأسباب أيضًا، هى القناعات الدينية لدى البعض، وضعف الاقتناع بمبدأ طفلين لكل أسرة مع عدم وضوح الفرق بين إنجاب طفلين أو ثلاثة أطفال لدى كثير من الأسر، إضافة إلى رغبة الأسرة فى إنجاب طفل من كل نوع حتى ولو اضطرهم ذلك إلى إنجاب طفل ثالث للحصول على النوع المطلوب وخاصة الطفل الذكر، وهو ما يعتبر من الموروثات الاجتماعية الخاطئة، إضافة إلى تخوف بعض السيدات من الآثار الجانبية لوسائل منع الحمل، رغم أن لديهم رغبة حقيقية فى منع أو تأجيل حملهم بالفعل. وتابع، عدم وجود خريطة واضحة للإعلام الجماهيرى، يحدد خلالها دوره فى مواجهة الأزمة، والتوعية باستخدام وسائل تنظيم الأسرة بالرغم من الرغبة فى منع أو تأجيل الحمل.