بعد اكتساح التحالف المعارض بفنزويلا لانتخابات البرلمان، واضعًا نهاية لمسيرة الثورة الاشتراكية التي بدأها الرئيس الراحل هوجو تشافيز منذ 16 عامًا، تقبل الحزب الاشتراكي الهزيمة، واصفًا الانتخابات بأنها "ليست نهاية المبادئ الاشتراكية". وقال الرئيس نيكولاس مادورو، خليفة تشافيز، إن "حكومته تعترف بالنتائج السلبية للانتخابات وتتقبلها"، مشيرًا إلى أن هذه النتائج لا تعني نهاية الثورة البوليفارية التي ورثها من تشافيز. وأضاف "مادورو" في كلمة له، "اليوم قد خسرنا المعركة، ولكن الحرب من أجل الاشتراكية قد بدأت". من جانب آخر، قال أحد قادة تحالف المعارضة يسوع توري توريالبا: "إن فنزويلا تريد تغيرًا، والتغيير قد بدأ اليوم". فيما غرد "هنريك كابريل" المرشح الجمهوري السابق، وأحد أبرز قادة المعارضة على صفحته بموقع "تويتر": "النتائج جاءت كما تمنينا، فنزويلا هي من ربحت، إنها نتيجة لا رجعة فيها". وتزعم الحكومة الفنزويلية، أن الكثير من مشكلات البلاد هي نتيجة الحرب الاقتصادية التي تشنها المعارضة المدعومة من الولاياتالمتحدة ضد الحكومة، والتي تفاقمت بعد تقلص أسعار النفط، والذي يعتبر شريان الحياة في فنزويلا، حيث قال مادورو: "الحرب الاقتصادية قد فازت، وبدء من الآن ستحاول المعارضة تفكيك مكتسبات الثورة البوليفارية". وتباينت ردود أفعال الشعب الفنزويلي لنتائج الانتخابات، حيث أعرب كارلوس أورتيجا، عامل بناء متقاعد، وأحد محبي تشافيز، عن قلقه من فوز المعارضة بقوله: "بدأت أحلامي تتلاشى، ويبدو أنه عليَّ أن أنسى أمر الحصول على منزل" في إشارة إلى برنامج الحكومة الحالي بمنح منازل اجتماعية للفقراء. فيما رأت "اليكسندرا باريتو" 32 عاما، وتعمل مهندسة نظم أن فوز المعارضة يعني أن "التغيير سيكون ايجابيا"، مضيفة "اليوم ما إذا قتلت بجرائم الشارع، ستموت من الجوع أو شئ بسيط من حمى الضنك". واعتبرت صحيفة الجارديان البريطانية أن انتصار المعارضة يمثل ضربة كبيرة لليسار في أمريكا اللاتينية، والذي صعدت أحزابه للسلطة بعد صعود تشافيز، ولكن تكافح هذه الاحزاب في الآونة الاخيرة في مواجة التباطؤ الاقتصادي والفساد المستشري في معظم البلدان.