- محرر «التحرير» يؤدى دور عامل ويخترق مصانع الحلوى.. ويكشف: ** الحلوى تتكون من العسل ويضاف إليها كربونات الصوديوم وثانى أكسيد الكربون والصودا لتكبير حجمها ** 50 مصنعًا بقنا غير مرخصة لصناعة الحلوى تغيب عنها الرقابة الصحية والتموينية ** العاملون بمصانع الحلوى يشترط أن يكون أقرباء صاحب المصنع حتى لا يخرج السر ** صاحب مصنع: بدأت العمل بمصنع صغير منذ 10 سنوات.. والمكاسب جعلتنى أفتح آخر ** مدير «حميات قنا»: المواد الكيماوية الموجودة بالحلوى تؤدى إلى الفشل الكلوى والسرطان وتليف الكبد تنتشر حلوى «الجلاب» فى صعيد مصر، خصوصًا فى محافظة قنا بمركزى نجع حمادى وقوص، منذ ما يقرب من 50 عامًا، وتعتمد تلك الحلوى فى مكوناتها بالأساس على العسل الأسود، وهو ما يعطى لها مذاقا خاصا وتفردا عند أهل الصعيد، فضلا عن أنها تدر عائدًا ماديا كبيرًا على أصحابها.. وفى الآونة الأخيرة تناثرت أقاويل عن أن تلك الحلوى يتم إضافة مواد مسرطنة إليها، تؤدى إلى أمراض عديدة منها السرطان، التحرير أرادت أن تكشف عن حقيقة تلك الحلوى، فتواصلت مع أصحاب المصانع فما كان منهم إلا أن رفضوا الإفصاح عن أى معلومات، فلجأت إلى حيلة صحفية، كشفت بها عن الوجه القبيح لحلوى الجلاب.. محرر «التحرير» اخترق مصانع الحلوى، طالبا العمل بأحدها، فبملابس رثة مقتطعا منها العديد من الأجزاء، وبجمل معبرة عن شاب فقير عاطل عن العمل غير متعلم، وافق مسئولو المصنع على العمل معهم، فيكفى أنك غير متعلم لكى تعمل بتلك المصانع، فالجهل هو جواز المرور لتلك المصانع حتى لا تسأل عما يدور من حولك.. كيماويات مسرطنة اكتشف محرر «التحرير» مواد كارثية تضاف إلى صناعة حلوى «الجلاب» فى أثناء الصناعة لتتفاعل مع الحلوى، حيث تتكون الحلوى من العسل، مع إضافة بعض من المواد الكيماوية، كان من أهمها: كربونات الصوديوم وخام ثانى أكسيد الكربون وكربونات الصودا.. المواد الكيماوية يتم إضافتها إلى العسل الأسود، ويتم دمجهما سويا أثناء اشتعال النيران بهما، حتى يتم ذوبانهما داخل العسل، وبسؤال العاملين فى المصنع عن أسباب إضافة تلك الكيماويات أكدوا أن إضافتها يتسبب فى انتفاخ الحلوى، وتكوينها الهيكلى لتقدم للمواطن فى صورة أفضل. 50 مصنعًا غير مرخصة يوجد ما يقرب من 50 مصنعًا لصناعة حلوى «الجلاب»، تعمل فى تلك الصناعة منذ 10 سنوات دون تراخيص، ولا رقابة صحية، ولا تموينية، وذلك فى مركز قوص جنوبقنا ومركز نجع حمادى شمال المحافظة، وبالأخص فى قرى: «المصالحة والقناوية والنجاحية»، وقرى الغربى بهجورة بنجع حمادى، فضلًا عن عدم الرقابة على العاملين فى تلك المصانع بالكشف عليهم طبيًا خوفًا من إصابتهم بالأمراض. يقول «أ.ن»، مالك أحد مصانع الجلاب فى قرية القناوية فى مركز نجع حمادى شمال قنا، إنه بدأ العمل فى تصنيع الجلاب منذ 10 سنوات فى مصنع صغير، ومعدات أقل ثم قرر التوسع بعدها بعد المكاسب التى حصل عليها من تلك الصناعة، وقام بفتح مصنع آخر. لا مكان للغرباء وأضاف مالك المصنع أن العاملين فى المصنع لا بد أن يكونوا من أقربائه أو من أفراد عائلته وقبيلته، لأن صناعة «الجلاب» لها أسرار لا يمكن أن يعرفها أشخاص بعيدون عنه، مؤكدا أنه منذ أن قام بافتتاح المصنع لم يجد أى رقابة من قبل الصحة والتموين أو الضرائب، مشدداً على أنه لا يريد أن تأتى الجهات الرقابية لديه حتى لا يتم إغلاق المصنع. أمراض وبائية عديدة أكد الدكتور محمود حسن عبد النور، مدير مركز علاج الفيروسات بمستشفى الحميات فى قنا، أن تناول الإنسان خام ثانى أكسيد الكربون وكربونات الصوديوم وكربونات الصودا يتسبب فى عديد من الأمراض الوبائية للإنسان أهمها «السرطان والفشل الكلوى». وأضاف عبد النور أن تفاعل تلك الكيماويات مع العسل الأسود فى أثناء اشتعال النيران، يؤدى إلى حدوث تليف بالكبد مع إصابته بالأمراض. وأشار الكيميائى أحمد عبد العليم إلى أن الكيماويات التى تتم إضافتها للجلاب، وذلك عقب تحاليل طبية تم إجراؤها على تلك الكيماويات، تتسب فى عديد من الأمراض أهمها الفشل الكلوى وتليف الكبد وتقلص المناعة والضعف الجنسى والعقم لدى الرجال، وتقليص التبويض لدى السيدات مما يتسبب لهم فى العقم.