للمرة الأولى منذ ما يقرب من 3 عقود، لن يجد الناخبون في بوركينا فاسو، اسم بليز كومباوري، من بين المرشحين للرئاسة، عندما يتوجهون إلى مراكز الاقتراع غدًا الاثنين، لانتخاب رئيس جديد للبلاد. وبينما يتطلع البوركينيون إلى عهد جديد، فإن ظل كومباوري، مازال يخيم بقوة على المشهد السياسي هناك وإن كان يعيش في المنفى الآن بالمغرب، فالمرشحان الأبرز للرئاسة، من إجمالي 14 مرشحًا، وهما روش مارك كريستيان كابوري وزيفرين ديابري، قد عملا ضمن نظام حكمه لسنوات طويلة. وكابوري، 58 عامًا، هو من أبرز رجال الاقتصاد في بوركينا فاسو، وهو رئيس وزراء سابق، كما تولى عدة مناصب وزارية في عهد كومباوري، قبل أن ينقلب على الأخير في يناير من العام الماضي، قبل اندلاع الاحتجاجات ضد حكمه. وقال «كابوري» عند تدشين حملته الانتخابية: «بمقدورنا أن نكون متأكدين وواثقين من أننا سنسدد الضربة القاضية». يرى فيه بعض المراقبين الرجل المناسب للمنصب، بسبب خبرته السياسية الكبيرة، ويعتقدون بأن حملته الانتخابية القوية قد تؤمن له الفوز من الجولة الأولى. تولى كابوري، وهو من الروم الكاثوليك، منصب رئيس الوزراء من 1994 إلى 1996، حيث قاد بوركينا للخروج من صعوبات اقتصادية، ولطالما كان يرى الحزب الحاكم، حزب المؤتمر من أجل الديمقراطية والتقدم «سي دي بي» في كابوري الخليفة الأبرز ل «كومباوري». لكن أسبابًا غير معروفة أدت لتراجع أسهمه داخل الحزب الحاكم في 2012، قبل الإطاحة به من قيادة الحزب، ليصبح مجرد «مستشار سياسي» له. ومع هذا، فقد أيد «كابوري» في البداية التعديلات الدستورية التي اقترحها كومباوري، والتي كان من شأنها تمهيد الطريق أمامه للترشح لولاية رئاسية جديدة، لكنه غادر الحزب في يناير الماضي وانضم لصفوف جماعة المعارضة «حركة الناس من أجل التقدم»، والتي تضم تحت لواءها عددا من الأحزاب. تعهد كابوري ببوركينا فاسو جديدة ليس بها مكان للكسالى والمزورين وبأن يقتسم كل البوركينيين ثمار النمو الاقتصادي وليس مجرد حفنة من سارقي أموال الشعب.