خبراء للصحيفة: من المحتمل أن البابا حصل على الضوء الأخضر من السيسي حذرت صحيفة "جيروزالم بوست"، من أن زيارة البابا تواضروس الثاني، بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، "المثيرة للجدل" إلى اسرائيل أمس الخميس لحضور جنازة مسؤول كنسي كبير، ستثير عاصفة كبيرة من الجدل في مصر، وستكلفه "ثمنًا سياسيًا"، بحسب خبراء استطلعت آرائهم. وفي تصريح للصحيفة، قال صامويل تادرس، وهو خبير مصري وزميل باحث في مركز الحرية الدينية بمعهد هدسون المعهد: إن "قرار البابا تواضروس بالسفر إلى القدس على رأس وفد من كبار الأساقفة للمشاركة في جنازة المطران الأنبا أبراهام (مطران القدس والكرسي الأورشليمي) سيثير ردة فعل جماهيرية عاصفة في مصر". وأشار إلى أن القدس كانت تحتفظ دائمًا بمكانة خاصة في قلوب الأقباط، والراغبين في أداء فريضة الحج قبل وفاتهم"، غير أنه في أعقاب حرب عام 1967 أصبحت الرحلة غير ممكنة، لافتًا إلى أن هذه هي أول زيارة بابوية قبطية إلى القدس منذ عام 1832. وأوضح أنه بعد أن وقعَّت مصر وإسرائيل معاهدة السلام عام 1979، منع البابا السابق، شنودة الثالث، الأقباط من السفر إلى عاصمة إسرائيل، لافتًا إلى أن قراره كان بدافع من رأيه السياسي أنه إذا ذهب الأقباط، سينتقدون باعتبارهم خونة للعالم العربي، لذلك أصر على أنهم لن يدخلوا القدس إلا مع المسلمين". ورجح أنه "بينما تحاول الكنيسة تصوير زيارة تواضروس على أنها مختلفة عن زيارة الأماكن المقدسة، لا أحد سيصدق هذا، فالبابا كان يجب أن يعرف بوضوح أنه سيدفع ثمنًا سياسيًا لزيارته، ولكن كما أظهر منذ توليه منصب البابا في عام 2012، فبمجرد اقتناعه بسلامة قرار، يتخذه متجاهلاً التكاليف السياسية". وتوقع "تادرس" أن زيارة الزعيم القبطي من المحتمل أن تمهد الطريق لزيادة كبيرة في عدد الأقباط الذين سيذهبون للحج إلى القدس في أبريل". ومن جانبه اعتبر تسيبي مازائيل، الذي شغل منصب سفير إسرائيل السادس إلى مصر، وهو حاليًا زميل في "مركز القدس للشؤون العامة" أن "الزيارة قد تكون إشارة إيجابية"، لأنه سيكون من الصعب للغاية على البابا الاستمرار في الحظر المفروض على رعيته لزيارة إسرائيل". ومن المحتمل أيضًا، بحسب مازائيل، أن تواضروس "حصل على الضوء الأخضر من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي تحافظ بلاده على علاقات وثيقة مع المخابرات الإسرائيلية على خلفية الحرب الإرهابية المستمرة لتنظيم داعش ضد مصر في سيناء"، على حد قوله. وأشارت الصحيفة إلى أن الأقباط الذين يشكلون نحو 10% من السكان في مصر، يتعرضون لضغوط من مواطنيهم المسلمين لمعارضة "التطبيع" مع إسرائيل. واختتم مازائيل، بالقول رغم ذلك فقد تغيرت الظروف منذ تأييد الأقباط وصول السيسي إلى السلطة، و"لديهم ثقة جديدة للتصرف وفقًا لآرائهم"، على حد تعبيره.