رجح البيت الأبيض في تصريحات للناطق باسمه، جاي كارني، الاثنين، أن تكون القوات الحكومية هي من استخدمت الأسلحة الكيماوية في الحرب بسوريا وليست قوات المعارضة. وأوضح كارني أن ثمة دليلا مؤكدا أن هناك أسلحة كيماوية استخدمت بالفعل، لكنه قال إن الولاياتالمتحدة تشكك بشدة في المزاعم التي تقول بإن المعارضة المسلحة هم من قاموا بذلك. وكانت لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا أعلنت أنها لم تتوصل إلى نتائج قاطعة تثبت استخدام أي من طرفي النزاع أسلحة كيماوية. وقالت اللجنة في بيان: «توضح لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن الجمهورية العربية السورية بأنها لم تتوصل إلى نتائج قاطعة تتعلق باستخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا من قبل أي طرف من أطراف النزاع». جاء ذلك بعد أن أعلنت المدعية العامة السابقة في المحكمة الجنائية الدولية والعضو في لجنة التحقيق الدولية في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا كارلا ديل بونتي أن اللجنة لديها شهادات تفيد بأن مقاتلي المعارضة السورية استخدموا غاز السارين. وقالت ديل بونتي في مقابلة أجرتها معها الإذاعة السويسرية الإيطالية ليل الأحد الاثنين إنه «بحسب الشهادات التي جمعناها، فإن المقاتلين استخدموا أسلحة كيماوية مستعينين بغاز السارين». وتابعت «ما زال علينا تعميق تحقيقاتنا والتدقيق فيها وتأكيدها من خلال شهادات إضافية لكن ما خلصنا إليه حتى الساعة هو استخدام معارضين للنظام غاز السارين». وأوضحت ديل بونتي أن أبحاث لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة التي ستطرح ملاحظاتها في الجلسات المقبلة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في يونيو، لم تنته على الإطلاق. كما أوضحت أن التحقيقات الجارية قد تكشف كذلك إن كانت حكومة الأسد استخدمت هذا النوع من الأسلحة الكيماوية أم لا. ولم تشر اللجنة إلى تصريحات ديل بونتي مباشرة إلا أنها أكدت أنها «ليست في وضع يمكنها في الوقت الراهن من مواصلة التعليق على هذه الادعاءات». وأضافت اللجنة: «إن رئيس لجنة التحقيق باولو سيرجيو بينيرو يذكر جميع أطراف النزاع بأن القانون الدولي الإنساني يحظر استخدام الأسلحة الكيماوية في أي ظرف كان». وأشارت إلى أنها تقوم حاليا «بمتابعة تحقيقاتها في جميع مزاعم انتهاكات القانون الدولي في الجمهورية العربية السورية وستقوم بإرسال استنتاجاتها إلى مجلس حقوق الإنسان في 3 يونيو 2013 حسبما يقضي به القرار 22/24». يذكر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما كان صرح أن استخدام الأسلحة الكيماوية في النزاع السوري «خط أحمر» بالنسبة لإدارته، موضحا أنه لا يعتزم نشر قوات أميركية على الأرض في سوريا. وتشكلت اللجنة قبل عامين بمبادرة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ولم تتمكن حتى الآن من دخول سوريا لرفض دمشق طلباتها المتكررة بدخول البلاد. وقامت اللجنة بمقابلة أكثر من 1500 سوري لاجئ ومهجر لإعداد تقاريرها، وتقول إن القوات الحكومية وحلفاءها وقوات المعارضة ارتكبوا جرائم حرب في سوريا التي قتل فيها حتى الآن أكثر من 70 ألف شخص منذ اندلاع النزاع في مارس 2011. يشار إلى أن السارين غاز شديد السمية يؤثر على الأعصاب اكتشف في ألمانيا قبيل الحرب العالمية الثانية واستخدم في مترو طوكيو عام 1995. وتتبادل الحكومة السورية والمعارضة الاتهامات بشن 3 هجمات بالأسلحة الكيماوية في حلب ودمشق في مارس الماضي وحمص في ديسمبر 2012.