استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، عددًا من قيادات الكونجرس الأمريكي، حيث عقد لقاءين منفصلين الأول مع السيناتور الجمهوري "روبرت كوركر" رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، ثم لقاء ثان مع النائب الجمهوري "دانا روراباخر" رئيس اللجنة الفرعية لأوروبا وأوروآسيا والتهديدات الناشئة بمجلس النواب، والنائبة الديمقراطية "تولسى جابارد" عضوة لجنتي الخدمات العسكرية وأوروبا وأوروآسيا بمجلس النواب الأمريكي، وذلك بحضور سفير الولاياتالمتحدة بالقاهرة "روبرت بيكروفت". وأكد السيسي، وفق بيان لرئاسة الجمهورية حول اللقائين، أن متانة وقوة العلاقات المصرية الأمريكية تُمكن الجانبين من الارتقاء بالتعاون الثنائي إلى مرحلة جديدة، تتناسب مع ما يشهده الشرق الأوسط والعالم من متغيرات، منوهًا بحرص مصر على تعزيز علاقاتها الاستراتيجية بالولاياتالمتحدة في جميع المجالات. وشدد أعضاء الكونجرس على تطلعهم لتعزيز العلاقات المميزة التي تربط البلدين، وذكر "كوركر"، أن مصر لها دورًا هامًا في الشرق الأوسط لما تتمتع به حضارة عريقة ودور ريادي في المنطقة، معبرًا عن تفهم بلاده لما تواجهه مصر من تحديات إقليمية جسيمة، وحرصه على دفع العلاقات بين البلدين قدماً، وأشاد بتنظيم الانتخابات البرلمانية المصرية، التي تعد الاستحقاق الأخير في خارطة المستقبل، وبيّن دعمه الكامل لجهود مصر لمواصلة مسيرة التحول الديمقراطي. ومن جانبه، عبر "روراباخر" عن سعادته بلقاء السيسي مجددًا، عقب اللقاء الذي جمعهما على هامش مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي في فبراير الماضي، مشيرًا إلى أن تطورات الأشهر الماضية عكست صحة ما حذر منه السيسي بشأن ضرورة تبنى المجتمع الدولي لمنظور شامل للحد من انتشار الخطر الإرهابي المتنامي. وتناول "روراباخر" أنشطة "مجموعة أصدقاء مصر" التي أنشأها بمجلس النواب الأمريكي، مؤكدًا حرص بلاده على دعم جهود مصر للنهوض بالاقتصاد، والاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة التي تُقدمها مصر في إطار المشروعات القومية التي أطلقتها. ومن جانبه، أبدى السيسي تقديره لمجموعة "أصدقاء مصر" على مواقفها المساندة للرؤية المصرية، وتفهمها لما تشهده من تطورات وما تواجهه من تحديات، مرحبًا باستقبال المستثمرين من الولاياتالمتحدة لتعريفهم بالمجالات الاستثمارية التي توليها مصر أولوية. ومن جانبها، أكدت النائبة "تولسي جابارد" أهمية جهود السيسي الهادفة للحد من انتشار الفكر المتطرف، مشيرة إلى ضرورة دعم المجتمع الدولي لتلك الجهود بما يساهم في القضاء على الإرهاب. وتناول اللقاءين مُجمل التطورات في المنطقة وسبل تعزيز التنسيق بين البلدين إزاء القضايا المختلفة، وشدد الرئيس على ضرورة التوصل لحلول سياسية للأزمات الراهنة في المنطقة بما يضع حداً لنزيف الدماء ويحافظ على مؤسسات الدول وكياناتها، منوهًا بأهمية عنصر الوقت بالنظر إلى ما يترتب على تلك الأزمات من معاناة إنسانية. وقد أعرب أعضاء الكونجرس الأمريكي عن تقديرهم لدور مصر في الشرق الأوسط، مؤكدين تطلع بلادهم لمواصلة تعزيز العلاقات الاستراتيجية التي تربط مصر بالولاياتالمتحدة.