شن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، اليوم الأربعاء، هجومًا عنيفًا تضمن سخرية لاذعة من الجمهوريين الذين يصرون على منع اللاجئين السوريين من دخول الولاياتالمتحدة، واتهمهم بأنهم "خائفين من أرامل وأيتام"، واعتبر أن كلماتهم "مهينة"، وطالبهم بالتوقف عن هذا "التظاهر السياسي"، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية. وقال أوباما: إن "هؤلاء الجمهوريين يعتقدون أنهم صارمون للغاية"، مضيفًا "في البداية، كانوا خائفين للغاية من أن تقسو عليهم الصحافة بشدة في المناظرات، والآن هم خائفون من أيتام أعمارهم ثلاث سنوات، وهذا لا يبدو صارمًا جدًا بالنسبة لي"، وذلك في إشارة إلى تأكيد حاكم ولاية نيو جيرسي، كريس كريستي بأنه لا ينبغي السماح حتى للأطفال اللاجئين بدخول الولاياتالمتحدة. وتمثل تصريحات أوباما خلال لقائه مع مضيفه رئيس الفلبين بنينو أكينو على هامش قمة رابطة التعاون الاقتصادي في آسيا والمحيط الهادي المنعقدة في العاصمة مانيلا، هجومه الأعنف حتى الآن على رد فعل الجمهوريين على هجمات باريس التي وقعت الجمعة الماضية وأودت بحياة 132 شخصًا على الأقل، وفقًا للوكالة. يأتي ذلك بعد أن طالب الجمهوريون في الكونجرس، والمتنافسون على بطاقة الحزب للترشح للرئاسة الأمريكية عام 2016 بالإغلاق الفوري لحدود أمريكا أمام اللاجئين السوريين، كما حث رئيس مجلس النواب بول ريان، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل على وقف مؤقت على الأقل لإعادة توطين السوريين، لكن إدارة أوباما لم تبد أي علامة على التراجع عن خططها لإدخال 10 آلاف سوري آخرين إلى الولاياتالمتحدة. وأوضح الرئيس الأمريكي أنه منفتح على الأفكار لتعزيز عملية التحقق من هويات اللاجئين، لكن هذا ليس ما يحدث في النقاش السياسي، معتبرًا أن فكرة السماح للسوريين المسيحيين فقط بالدخول تتعارض مع القيم الأمريكية، ووصفها بأنها "مهينة"، وذلك في تلميح إلى الاقتراح المقدم من المرشح الرئاسي الجمهوري جيب بوش. وتابع ساخرًا، هذا النوع من التصريحات (للجمهوريين) يشكل أداة تجنيد محتملة لتنظيم "داعش"، وزاد بقوله: "لا يمكنني التفكير في أداة تجنيد أكثر فعالية لداعش من بعض التصريحات التي خرجت من هنا خلال هذا النقاش". وأشار إلى أن عملية التحقق من هويات اللاجئين تتبع إجراءات صارمة، والولاياتالمتحدة لا تتخذ قراراتها الجيدة بناء على هستيريا أو المبالغة في الخطر، ودفاعًا عن برنامج إدارته للتحقق من الهوية، أوضح أنه يستغرق ما بين 18 إلى 24 شهرًا لإنهاء إجراءات اللاجئ للدخول، بعد تدقيق البيانات من قبل أجهزة الاستخبارات الأمريكية وغيرها من الوكالات وكذلك القياسات الحيوية. ولفت إلى أنه كان ينتظر الكونجرس لمدة سنة ونصف لقبول قرار سلطات الحرب الجديدة لمواجهة تهديد "داعش"، متسائلًا حول سر استعجالهم الجديد لمواجهة التهديد المزعوم للأبرياء الذين يفرون من الحرب.