في تصريحات على هامش قمة العشرين، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الدعم المالي لتنظيم "داعش" يأتي من أربعين دولة، بعضها أعضاء في مجموعة العشرين الكبار، ورأى أن هجمات باريس أثبتت "صوابية" دعوة بلاده إلى تشكيل تحالف دولي لمكافحة "الإرهاب". وأكد بوتين أنه عرض على القادة المشاركين في القمة صورا ملتقطة من الفضاء والطائرات الحربية تُظهر ضخامة حجم تجارة النفط غير الشرعية التي يقوم بها تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن قافلة واحدة من الشاحنات الناقلة للنفط من سوريا تمتد إلى عدة كيلومترات. قمة العشرين تتكون من دول: الصينالهند وإندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية والمملكة العربية السعودية وجنوب أفريقيا والأرجنتين والبرازيل وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وروسيا وتركيا ةالةلايات المتحدةالأمريكية وكندا والمكسيك وأستراليا. حديث بوتين عن تجارة النفط الضخمة التى يقوم بها داعش، تشير بأصابع الاتهام إلى الدولة المجاورة لسوريا وهي تركيا، التى ساهمت على مدار الفترة الماضية في تمدد داعش واحتلاله أرضا أكثر بعد انشغالها بالحرب ضد المتمردين الأكراد، وما يعزز هذه الفرضية، ما أبداه الرئيس التركي السابق، عبد الله جول، أواخر 2014 من طمأنينة "أكثر من اللازم" وهو يتحدث عن جاره الداعشي، نافيا أنه خطر قادم ويُشكل تهديدا أيديولوجيا على تركيا. ووصف جول داعش بأنه "حركة سياسية لا دينية" في تصريح أثار جدلا كبيرا خصوصا وأنه بات من شبه المؤكد أن أنقرة وداعش حليفان. في شهر أكتوبر الماضي، نقلت وسائل إعلام تركية نسخة من وثيقة رسمية، مرسلة من القنصل التركي في مدينة الموصل العراقية، إلى وزارة الخارجية في بلاده، حذر فيها من أن "الأوضاع في الموصل تتجه نحو الأسوأ مع تقدم تنظيم الدولة الإسلامية"، وذكرت المصادر، التي نُقلت عنها الوثيقة، أن الردّ لم يتأخر وجاء نصه كالتالي: "داعش ليس خصما لنا". الدولة الثانية التى ربما تأتي ضمن قائمة اتهامات الرئيس الروسي هي المملكة العربية السعودية، نظرا لموقفها الرافض لبشار الأسد واستمراره وهو الموقف الذي ربطه البعض بدعم السعودية لتنظيم داعش. وكان الكاتب والباحث الأمريكي سايمون هندرسون قد قال في يونيو 2014 إن السعودية فتحت ساحة جديدة لمعركتها مع إيران بدعمها لتنظيم داعش وتحركاته الأخيرة في العراق، وذلك بمقال له نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية حذر خلاله من تداعيات الموقف الراهن في العراق ودور السعودية فيما يحدث، والدور الذي على الإدارة الأمريكية القيام به حيال تطورات الأوضاع هناك. ويبدو أن بوتين أبى أن يخرج من قمة العشرين إلا وهو يلقي بالاتهامات غير المباشرة لأمريكا التى ربما تكون إحدى الدول الأربعين الذين يدعمون التنظيم، خاصة في ظل ردود الفعل البطيئة للتحالف الدولي لمحاربة داعش فى سورياوالعراق الذي تقوده واشنطن وتمدد وتوسع هذا التنظيم فى ظل مراقبة من طائرات التحالف. بالعودة في الزمن قليلا، نجد أن داعش سيطر على مدينتي تدمر السورية، والرمادي العراقية، في نفس التوقيت تقريبًا، وهو ما يعكس تباطؤ أمريكا في التصدي بتحالفها للمسلحين من الناحيتين، وتواطؤها أيضًا مع مسلحي التنظيم لتفسح لهم المجال للسيطرة على المدينتين، فجميع التقارير الإخبارية التي كانت ترصد تحركات داعش قبل سقوط تدمر بأيام قليلة كانت تؤكد أن هناك أرتالا من المركبات التابعة لداعش تعبر الحدود العراقية باتجاه تدمر، وأن تحرك هذه الأرتال كان تحت مراقبة قوات التحالف الذي تقوده أمريكا ضد داعش، إلا أنها لم تحرك ساكنًا، ولم تنفذ أي غارات ضد هذه الأرتال كي توقف تحركاتها. وفي سياق متصل، قال موقع واشنطن بلوج في تقرير له، إن الأسلحة التي قدمتها الولاياتالمتحدة لجهاديي سوريا، وقعت بالكامل في يد ميليشيات داعش، كما أن حلفاء الولاياتالمتحدة المقربين هم من قدموا الدعم والتدريب لإرهابيي التنظيم.