«هل يكون تعيين رون درامر مستشار نتنياهو، سببا فى أزمة بين إسرائيل والولاياتالمتحدة؟»، هكذا عنونت صحيفة «معاريف» العبرية تقرير لها أمس، لافتة إلى أن رئيس حكومة تل أبيب يريد تعيين مستشاره سفيرا فى الولاياتالمتحدة، والمشكلة أن هذا المستشار هو الذى دفع نتنياهو إلى دعم رومنى فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة التى خسر فيها الأخير وفاز أوباما، مضيفة أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى يحاول الآن تنسيق هذا الموضوع مع الأمريكيين. وأضافت الصحيفة الإسرائيلية: «فى الأوساط المحيطة بنتنياهو يخشون من أن لا ينظر الأمريكيون بعين العطف إلى تعيين درامر، خصوصا أن البيت الأبيض ينظر إلى الأخير على أنه من قام بدفع نتنياهو إلى انتخاب ميت رومنى، منافس أوباما فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة»، ونقلت عن مصدر إسرائيلى قوله: «تلك الأيام تجرى اتصالات هادئة بين مكتب نتنياهو والبيت الأبيض، بهدف معرفة احتمالية أن يفوز درامر برضا وتعاون الإدارة الأمريكية». ولفتت إلى أن «قرار تعيين سفير إسرائيلى فى أمريكا هو قرار سيادى لتل أبيب لا يتطلب موافقة من الولاياتالمتحدة، لكن فى ضوء العلاقات الخاصة مع الأخيرة، اعتادت تل أبيب إعلام واشنطن مسبقا بما يتعلق بتعيين السفراء فى أمريكا». وذكرت «معاريف» أن درامر نفسه ينحدر من عائلة أمريكية يهودية تنحاز فى مواقفها ورؤيتها إلى الحزب الجمهورى الذى يتبعه رومنى، وفى واشنطن شعروا فى عدد من المناسبات أن مستشار نتنياهو يتدخل كثيرا فى ما لا يعنيه أكثر من اللازم، وعلى الرغم من تحفظات مسؤولين أمريكيين، استمر درامر فى منصبه المقرب جدا من رئيس حكومة تل أبيب طوال فترات الولايات السابقة لنتنياهو كرئيس وزراء. وقالت إن قدرة نتنياهو على إقناع البيت الأبيض بقبول تعيينه لدرامر يعتمد على نوع علاقته مع الرئيس أوباما، والتى كما هو معروف كانت سيئة جدا، لكن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين يظنون أنه بعد زيارة الرئيس الأمريكى إلى إسرائيل زادت الثقة بينه وبين نتنياهو، ولهذا فإن الأخير يمكن أن يعين فى منصب السفير من يشاء حتى، ولو كان رون درامر، ونقلت عن مسؤول إسرائيلى قوله: «الأمريكيون سيتعاونون مع درامر، لأنهم سيدركون أن ما يقوله الأخير هو بالفعل ما يفكر فيه نتنياهو، ويمكنهم من خلاله نقل رسائل مباشرة إلى رئيس حكومة إسرائيل». وأضافت: «إذا لم ينجح نتنياهو فى تعيين درامر، فستتم دراسة إمكانية تعيين الأخير فى منصب السفير الإسرائيلى فى الأممالمتحدة، وهى الخطوة التى قد تواجه بصعوبات، خصوصا أن السفير الحالى هناك، رون بروسور، لديه فرصة لتمديد فترة خدمته عامين إضافيين». وختمت الصحيفة تقريرها بالقول: «يبدو أن نتنياهو يصعب عليه حتى الآن أن يجد خليفة لدرامر، الذى كان أكثر من مستشار سياسى عادى لرئيس حكومة»، ونقلت عن مصدر على اطلاع بالأمر قوله: «لا يوجد أحد يمكنه فعلا أن يحل محل درامر، كل من سيأتى مكانه سيعمل أقل منه، وصلاحياته ستكون أقل وكذلك درجة قرابته من رئيس الحكومة، لهذا فإن كثيرين يفكرون مرتين قبل قبول تلك الوظيفة».