«قضت المحكمة بتأييد قرار إدارة كفر الدوار التعليمية بفصل الطالب أحمد أسامة أبو سعدية، بالصف الثالث الثانوى، نهائيا، من مدرسة البيضا التجارية المتقدمة، لقيامه بضرب أستاذ اللغة الفرنسية المرحوم عادل رزق خضر، معلم اللغة الفرنسية بالمدرسة، لقيامه بسب الدين لأستاذه وضربه له، ما أدى إلى سقوط المعلم ميتًا بالسكتة القلبية»، الكلمات السابقة ليست من سيناريو فيلم سينيمائى، لكنه واقعة حقيقية، بطلها طالب مصرى، أسفر الإهمال والتجاوز فى التعامل مع المعلمين عن تسببه فى موت أستاذه. الوقائع المتعلقة بفساد المنظومة التعليمية، وانهيار أخلاق الطلَاب كثيرة، فبدلا من أن يكون الطالب عبدا عند من علمه حرفا، صار المُعلِّم ضحية الطالب، ما بين توجيه الإساءة اللفظية أحيانا للمُعلمين، وبين الاعتداء عليهم بالضرب الذى يفضى إلى الموت. الهروب من الفصول والقفز من أسوار المدارس.. نشاط الطلاب اليومى بعد أن كان الهروب من الحصص الدراسية إلى فناء المدرسة للعب خطأ يُحاسب عليه الطُلَّاب، والقفز من فوق أسوار المدرسة يتسبب فى توقيع عقاب رادع على صاحبه، باتت هذه الأمور طبيعية، تتم بصورة يومية فى المدارس، ما أكده «ح.س»، مدرس اللغة العربية بمدرسة ثانوية للبنين بالقاهرة، الذى قال إن الطالب أصبح لا يخشى المُعلِّم، وبات التطاول على المعلمين خبرًا متداولًا. أولياء الأمور يشاركون فى الاعتداء فى إحدى مدارس الجيزة، قام عدد من أولياء أمور إحدى الطالبات بضرب معلمة داخل المدرسة، بعد رفض دخولهم إلى الفصل، وانتهى الأمر بنقل الطالبة من المدرسة، وتوقيع المعتدين على تعهد بعدم التعرض لأى معلم آخر بالمدرسة، بينما تعرضت المُعلِّمة سامية عبد الغنى للضرب والسحل داخل مدرسة الجناين بالسويس، حيث قامت ثلاث سيدات بسحلها لمسافة 5 أمتار، وتبين أنهن والدة وخالات طالبة بالمدرسة، زجرتها عبد الغنى فى اليوم السابق للواقعة بسبب عدم التزامها الهدوء فى أثناء تحية العلم، وعندما حاول المعلمون التدخل للدفاع عن زميلتهم اشتبك معهم أهل الطالبة، وأثبت التقرير الطبى تعرض المعلمة لنزيف وكدمات بعد سحلها داخل مدرسة، والنيابة تواصل التحقيق مع أهالى الطالبة. وعلل مدرس اللغة العربية ما آلت إليه الأمور فى المدارس بانهيار أخلاقيات المجتمع، وعدم احترام المُعلمين، وفشل القواعد التى تقوم عليها العلاقة بين الطالب والمُعلِّم، موضحا أن الأمر يبدأ من الأهل الذين يتعين عليهم ترسيخ فكرة هيبة الأستاذ لدى طلابه، إضافة إلى ضرورة تغيير سياسات الوزارة التى سحبت من المُعلم سلطة تربية الطالب، رغم كونه مربيًا قبل أن يكون معلمًا.