يبدو الحزب الجمهوري في مأزق بعد مرور 10 شهور على بداية الحملات الانتخابية للمرشحين المتنافسين على نيل بطاقة الترشح عن الحزب في الانتخابات الرئاسية، فلم ينجح أي من المرشحين في لفت الأنظار إليه على أنه الشخصية التي يمكن للناخب الجمهوري أن يعول عليها في الانتخابات التي ستجري في نوفمبر 2016. وظهر هذا بوضوح خلال المناظرة الرابعة التي استضافتها مدينة ميلواكي في ولاية ويسكونسن مساء أمس، والتي وضعت الجمهوريين في مزيد من الحيرة، بحسب ما تقول صحيفة الواشنطن بوست. مازال الملياردير دونالد ترامب وجراح الأعصاب المتقاعد بن كارسون يتقدمان كافة المرشحين، غير أن الصحيفة تقول إن كلا الرجلين مازالا لم يبلورا رؤية واضحة تجاه عدد من القضايا، وبخاصة الاقتصاد، موضوع المناظرة الأخيرة. وبعدهما يأتي كل من السناتور عن فلوريدا، ماركو روبيو، والسناتور عن تكساس، تيد كروز. وبعد هؤلاء ربما كان بقية المرشحين يقفون على أرضية واحدة. وتلفت الصحيفة إلى أنه بصرف النظر عما تظهره استطلاعات الرأي، فإن هذه الاستطلاعات لا تقيس بشكل كامل ديناميات السباق أو ما يجري من نقاش في أروقة الحزب الجمهوري، وخاصة في دوائره القيادية. وتوضح أنه بدلا من أن يكون الناخبون الجمهوريون والمراقبون أمام مرشح رئيسي يسعى آخرون لمنافسته وتقديم البديل له، فمازال السباق عبارة عن مجموعة من المعارك الصغيرة، التي لم يحسمها أي من المرشحين. لكن هذه الرؤية التي تقدمها صحيفة تتخذ موقفا أكثر حيادا تجاه السباق الانتخابي بشكل عام، اختلف معها الصحفي بشبكة فوكس نيوز، إريك إريكسون، الذي كتب يقول إن روبيو وكروز واصلا تقديم أداء ملفت، رغم أن الأخير لم يحصل على وقت كاف. وأثار روبيو جدلا بتصريح خلال المناظرة قال فيه: "لا أعرف لماذا وصمنا التعليم المهني. إن فنيي اللحام يربحون أموالا أكثر من الفلاسفة. نحن بحاجة إلى اللحامين أكثر من الفلاسفة". ويقول إريكسون إن ترامب كان غائبا، وإن "ترامب رجل الدولة أقل إمتاعا من ترامب صاحب أداء تليفزيون الواقع". أما جيب بوش، فقدم في هذه المناظرة أفضل أداء له، لكنه لم يخرج منها فائزا، بل "تفادى الفشل".