في مناظرة مباشرة أدارتها شبكة «سى إن إن» مع المرشحين الجمهوريين للرئاسة الأمريكية، وجه المرشحون العشرة الأوفر حظا، حسب استطلاعات الرأى، سهامهم ضد أبرز المرشحين وأكثرهم إثارة للجدل «دونالد ترامب» الذى أظهرت أغلب استطلاعات الرأى تصدره لقائمة المرشحين الجمهوريين للرئاسة. وسعى منافسو ترامب، بعد أن غير صعوده السياسى غير المتوقع من موازين السياسة فى الحزب، لمواجهته أثناء مناقشتهم لقضايا، شملت الاتفاق النووى الإيرانى، وهجمات القرصنة الصينية، والهجرة، حيث اتهم المرشحون الجمهوريون العشرة، خلال ثانى مناظرة، ترامب بأنه رجل ترفيه طفولى لا يتمتع بالصفات اللازمة ليصبح رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية. ورد ترامب قائلا: إننى أكثر من مجرد رجل ترفيه، أنا رجل أعمال، وهذه هى النوعية التى تحتاجها البلاد لتعود، مشيرا إلى خبرته فى مجال الأعمال كدليل على أنه يمكنه تعزيز نجاح الولاياتالمتحدة. ورأى مراقبون أنه رغم التفوق الكبير لدونالد ترامب فى استطلاعات الرأى، فإن إجاباته حول قضايا السياسة الخارجية وقضايا الهجرة كانت متعثرة حيث أعطى إجابات مشوشة حول رؤيته لكيفية التعامل مع الأزمة السورية، داعيا إلى ترك السوريين والتنظيمات الإرهابية يقاتلون بعضهم البعض. كما وصف الاتفاق النووى الإيرانى بأنه أسوأ اتفاق مر عليه فى حياته. وأشار إلى إمكانية الحوار مع روسيا، بينما رأى أن كوريا الشمالية تمثل تهديدا كبيرا. ويرى الخبير فى السياسة الداخلية بيل غالستون أن المناظرة أعطت انطباعا عاما عن كل المرشحين، وأوضحت أن ثلاثة منهم لا يملكون أى خبرة سياسية، وهم رجل الأعمال دونالد ترامب، والرئيسة التنفيذية السابقة لشركة «هوليت باكارد» كارلى فيورينا، والطبيب السابق بن كارسون، مستغربا أن يكونوا مرشحين رئاسيين، معتبرا أن لدى آخرين معرفة معقولة بالسياسة لكونهم من خلفيات حكومية وبعضهم «سيناتور» وهو ما يخلق برأيه خيارات متعددة للحزب الجمهورى. فى حين وصف تومسون وورد، عميد كلية العلاقات الدولية بجامعة بردجبورت، المناظرة بأنها كانت أكثر جدية هذه المرة وأكثر تفصيلا وأعطت الناس فرصة لمعرفة ودعم مرشحين آخرين غير «ترامب» للوصول إلى الرئاسة. وجاءت المناظرة بناء على استطلاعات الرأى التى أظهرت استمرار تصدر الملياردير الأمريكى دونالد ترامب لقائمة تضم 16 مرشحا جمهوريا بحصوله على 28% من الأصوات، وحل جراح الأعصاب المتقاعد بن كارسون فى المركز الثانى بفارق كبير 12%، يليه حاكم فلوريدا السابق جيب بوش، والسناتور تيد كروز والسناتور ماركو روبيو ب 7% لكل منهم، وبعدهم يأتى حاكم ولاية ويسكنسون سكوت ووكر ب 6%، فيما سجل حاكم ولاية أوهايو جون كاسيتش وسيدة الأعمال كارلى فيورينا 5%. وجمع ترامب والطبيب كارسون وحدهما أكثر من نصف الناخبين الجمهوريين، وهو ما شكل صدمة للحزب الذى كان فى مطلع العام يتوقع معركة طويلة بين سياسيين محنكين مثل حكام الولايات وأعضاء فى الكونجرس، إلا أن استطلاعات للرأى أجرتها صحيفة واشنطن بوست وشبكة «ايه بى سى» عبر فيها الأمريكيون عن استيائهم من سياسييهم التقليديين والحكومة والسياسة التى ترسم معالم الحملة الانتخابية واعتبر 70% منهم أن السياسيين ليسوا موضع ثقة. وقال ثلثا الجمهوريين الذين لا يعتبرون الخبرة السياسية شرطًا لازمًا لانتخاب الرئيس المقبل أنهم يؤيدون ترامب أو كارسون حيث شكل هذا الرأى أساس الفارق الشاسع بين هذين المرشحين غير السياسيين وبقية المرشحين الجمهوريين الذين غالبيتهم من السياسيين المخضرمين والتقليديين. ويعد قطب العقارات الملياردير دونالد ترامب، 69 عامًا، أكثر المرشحين إثارة للجدل بسبب تصريحاته التى أثارت انتقادات العديد من منافسيه، ويتميز خطاب ترامب برفض الطبقة السياسية الحالية واتهامها بالفساد متعهدًا بإعادة الحلم الأمريكى إلى الحياة، وقد دعا دونالد إلى ترحيل المهاجرين غير الشرعيين وبناء حائط كبير على الحدود الأمريكية المكسيكية لمنع الهجرة غير الشرعية. أما الطبيب بن كارسون فقد انتقد سياسات أوباما، خصوصًا فى المجال الصحى، وحقوق المثليين، وأكد على ضرورة تعزيز القوة العسكرية الأمريكية ومحاربة تنظيم الدولة «داعش».