من جديد عاد الحديث عن العلاقات المصرية الروسية بعد حادث تحطم الطائرة فوق سيناء مؤخرا، وصدور قرار من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإعادة المواطنين الروس إلى بلادهم، وتعليق رحلات الطيران إلى مصر. وجاء القرار كصدمة للجميع في ظل العلاقات المتميزة التي تجمع الرئيسين السيسي وبوتين، والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات. وكانت السينما في مقدمة المجالات التي شهدت نوعا من التعاون بين مصر وروسيا على مدار التاريخ، حيث سافر العديد من السينمائيين المصريين للدراسة في موسكو، مثل المخرج محمد القليوبي الذي حصل على الدكتوراة من هناك، إضافة إلى سينمائيين آخرين، منهم مدير التصوير طارق التلمساني. وظل الأدب الروسي ملهما لكثير من السينمائيين المصريين، حيث تحولت العديد من الروايات الروسية إلى أفلام مصرية مهمة مثل "آنا كارنينا" لتولستوي، والتي قدمها المخرج عزالدين ذو الفقار في فيلم "نهر الحب" بطولة فاتن حمامة وعمر الشريف، و"الأخوة كرمازوف" لديستوفسكي، التي قدمها المخرج حسام الدين مصطفى في فيلم "الأخوة الأعداء" بطولة نور الشريف ونادية لطفي ويحيى شاهين وحسين فهمي، و"الجريمة والعقاب" لديستوفسكي والتي قدمها حسام الدين مصطفى أيضا في فيلم "سونيا والمجنون"، بطولة نجلاء فتحي ومحمود ياسين ونور الشريف. لكن يظل فيلم "الناس والنيل" للمخرج الكبير الراحل يوسف شاهين هو التعاون السينمائي المصري الروسي الأهم في مسيرة البلدين، حيث لم تقتصر الشراكة على الإنتاج فقط، لكن الفيلم الذي تم إنتاجه سنة 1968 كتب له السيناريو الكاتب الكبير الراحل حسن فؤاد، بالاشتراك مع الروسي تفولاي فيجروفسكي، وشارك في بطولته من مصر سعاد حسني، وصلاح ذو الفقار، وعزت العلايلي، ومحمود المليجي، وسيف عبدالرحمن، ومن روسيا إيجور فلاديميروف، وفلاديمير إيفانشوف، ويوري كاموروف. وتدور أحداث الفيلم حول بناء السد العالي، وتم تصوير أغلب مشاهده في أسوان تحت إشراف مديرا التصوير الروسيين تشن وشالنكوف وتيرشنكا كونستانتين، وساعدهما من مصر مديرا التصوير محسن نصر ومصطفى إمام.