تظل الراحلة فاتن حمامة فنانة من طراز فريد.. لم تقدم أي تنازلات طوال مسيرتها الفنية. ولم تتحمس لتقديم "فيلم مقاولات" لكسب الأموال فقط بل إن جميع أعمالها كانت وراءها رسالة وأهداف اجتماعية كبيرة يمشي علي خطاها عدد من النجوم الشباب الحاليين.. فهي تاريخ فني حافل بالعطاء ونجومية لن تنطفئ. بدأت حمامة عملها في الوسط الفني منذ أن كان عمرها 7 سنوات حينما فازت في مسابقة أجمل طفلة في مصر واختارها المخرج محمد كريم لتكون الطفلة المعجزة التي كان يبحث عنها لفيلمه "يوم سعيد" عام 1940 مع الموسيقار محمد عبدالوهاب. قرر المخرج محمد كريم بعد ذلك عقد عمل مع والدها لمدة 4 سنوات ليضمن مشاركتها معه في أعماله القادمة وبالفعل قدمت مرة أخري عملاً مع الموسيقار محمد عبدالوهاب وهو فيلم "رصاصة في القلب" عام 1944 وفيلم "دنيا" عام .1946 قدمت فاتن حمامة "سيدة القصر" العديد من الأدوار المختلفة والمتنوعة والتي تتناسب مع جميع مراحل حياتها حيث أبدعت في أدوار الطفلة المدهشة والصبية الرقيقة والفتاة الحالمة والزوجة العاشقة والأم المكافحة والسيدة الغيورة علي مجتمعها. اختارها الفنان يوسف وهبي لتشاركه القيام بدور ابنته في فيلم "ملاك الرحمة" أواخر الأربعينيات حيث يعتبر هذا الفيلم نقلة كبيرة في حياتها الفنية لتنطلق إلي النجومية وتقوم بدور البطولة في الفيلمين "اليتمتين" و"ست البيت". كانت فترة الخمسينيات هي قمة التوهج الفني للفنانة الراحلة حيث كان الاتجاه العام في السينما إلي الواقعية والتي كان يتميز بها في الوقت المخرج صلاح أبوسيف الذي أسند لها بطولة فيلم "لك يوم يا ظالم" 1952 ويعد من أوائل الأفلام الواقعية واشترك الفيلم في مهرجان كان السينمائي وشاركت في أول فيلم للمخرج يوسف شاهين "بابا أمين" عام 1950 ثم في فيلم صراع في الوادي عام 1954 الذي كان منافساً رئيسياً في مهرجان كان السينمائي.. كما اشتركت في أول فيلم للمخرج كمال الشيخ "المنزل رقم 13" وحصلت بعد ذلك علي جائزة أحسن ممثلة في الفيلم السياسي "لا وقت للحب" عام .1963 تزوجت من المخرج عزالدين ذو الفقار أثناء تصوير فيلم "أبوزيد الهلالي" عام ..1947 وبعد تكوين شركة إنتاج مشتركة بينهما قاما بتقديم فيلم "موعد مع الحياة" والذي كان السبب في اطلاق اسم سيدة الشاشة عليها ثم تدهورت العلاقة بينهما حيث اكتشفت ان علاقتها معه كانت علاقة تلميذة مبهورة بحب الفن وانجذبت لأستاذ كبير يكبرها بأعوام عديدة. بعد اعتراضها علي شكري سرحان لمشاركتها البطولة في فيلم "صراع في الوادي" اضطر يوسف شاهين لعرض الدور علي صديقه وزميل دراسته عمر الشريف الذي كان يعمل في تجارة الأخشاب والذي وافق علي الفور ونشأت في فترة التصوير قصة حب بينهما أسفرت عن زواجهما بعد أن أشهر عمر الشريف إسلامه واستمر زواجهما إلي عام .1974 مرحلة النضج وصلت فاتن حمامة إلي مرحلة النضج الفني مع فيلم "دعاء الكروان" عام 1959 وهذا الفيلم الذي اختير كواحد من أحسن ما أنتجته السينما المصرية وكانت مستندة علي رواية لعميد الأدب العربي طه حسين وكانت الشخصية التي قامت بتجسيدها معقدة جداً من الناحية النفسية ومنذ هذا الفيلم بدأت بانتقاء أدوارها بعناية عقب هذا الفيلم فيلم "نهر الحب" عام 1960 الذي كان مستنداً علي رواية ليو تولستوي الشهيرة "آنا كارنينا" وفيلم "لا تطفئ الشمس" عام 1961 عن رواية إحسان عبدالقدوس وفيلم "لا وقت للحب" عام 1963 عن رواية يوسف إدريس.