وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، نقدًا حادًا للإعلاميين، وذلك خلال كلمته بالندوة التثقيفية ال20 التي نظَّمتها القوات المسلحة؛ متهمًا إياهم بنشر الجهل وعدم الوعي بين الناس. وأثارت انتقادات السيسي، حفيظة غالبية الإعلاميين، الذين بدورهم علقوا على ما ذكره الرئيس، وجاءت ردودهم بين مؤيد لم قاله السيسي وآخر معارض له وبشدة. حيث قال الكاتب الصحفي مصطفى بكري، خلال برنامج «برلمان المستقبل»، عبر فضائية «صدى البلد»، إن «الرئيس عاتبنا على ما يحدث، يريدنا أن ننظر إلى الأمام، وألا نهتم بمعارك جانبية، الرئيس أوضح أن الإعلام يلعب دورًا سلبيًا في حياة المصريين، البعض يخرج عن كل حدود اللياقة والإحترام والمسئولية». وبدوره، قال الإعلامي سيد علي، خلال برنامجه «حضرة المواطن»، عبر فضائية «العاصمة»، إن الإعلامي الذي انتقده السيسي، خلال كلمته بالندوة التثقيفية ال20 التي نظَّمتها القوات المسلحة، هو المحامي خالد أبو بكر،مضيفًا: «خالد أبو بكر منتحل صفة إعلامي، الرجل لا يحسب على الإعلام يا سيادة الرئيس، هو محامي ظهر بعد 25 يناير، مع كل التقدير له، لكن المكاتب الرسمية يا ريس كانت تدعوه للقائك على أنه إعلامي، وماكنتش بتدعي الإعلاميين الآخرين المحترفين». فيما قال الإعلامي محمد مصطفى شردي، خلال برنامج «90 دقيقة»، عبر فضائية «المحور»، «مش كل الإعلاميين بينتقدوا يا ريس، في إعلاميين بيتهموا إنهم يدعموك إلى أبعد مدى، لدرجة إنهم بيتشتموا وبيتهاجموا من فصيل معين داخل مصر، عشان إحنا مؤمنين جدًا بفكرة إننا لازم ندعم الدولة مش النظام، إحنا مش بندعمك إنت يا ريس، إحنا بندعم مصر، وواقفين وراك وفي ظهرك علشان خاطر مصر، هناك فصيل يظن أننا نمجد في شخص أو حد لعودة أوضاع زمان، لكننا نعلم أنك لن تسمح بعودة ذلك مرة أخرى، أيوه يا ريس في كوارث في الإعلام، وأولى هذه الكوراث في تليفزيون الدولة». كما أكد الإعلامي أحمد موسى، خلال برنامجه «على مسئوليتي»، عبر فضائية «صدى البلد»، إن ما جاء على لسان الرئيس بمثابة رسالة غاضبة من الأداء الإعلامي، مضيفًا: «لم أر السيسي من قبل غاضبًا كهذه المرة، وهو قاصد بعض الإعلاميين، وكل واحد عارف نفسه، ميصحش يا جماعة، إحنا عندنا جزء من الأخلاقيات، وجزء من الاحترام، من الممكن أن نختلف مع شخص ولكن نحترمه، ننتقده ولكن باحترام، وهذا ما نريده». واقترحت الإعلامية رولا خرسا، خلال برنامجها «وماذا بعد»، عبر فضائية «LTC»، على الدولة المصرية، بأن تعود لإعلام الستينات، إن كان الإعلام المتطور الذي نبتغيه ينتقده النظام لهذه الدرجة، إحنا كمصريين أكتر شعب نُلقي بالاتهام في كل مصيبة على الإعلام، نفس الكلام بيتكرر في كل مشكلة تحصل، الإعلام يُهاجم بشدة، وتُلقي عليه المسئولية بشكل كبير جدًا، فأنا شايفة إننا لو مش عاجبنا الإعلام للدرجة دي إننا نرجع لإعلام الستينات، أي أنه لا يتحدث أحد إلا بناءً على بيانات وتعليمات صادرة من الدولة، يا جماعة الزمن اتغير، ومش هينفع نرجع بالزمن للوراء». وقالت الإعلامية لميس الحديدي، خلال برمجها «هنا العاصمة»، عبر فضائية «سي بي سي»، «كان نفسي أن يفرق الرئيس بين الانتقادات وبلطجة البعض، كان نفسي يفرق بين الغث والسمين، كان نفسي يكون انزعاج السيسي الرئيسي يكمن في هذا الانحطاط الإعلامي الذي أصبحنا نشاهده، القطاع الإعلامي فعلًا فيه كارثة، ولكن أين دور الدولة؟ دور الدولة يكمن في إصدار قوانين وفقًا للدستور، نرى سباب وشتائم بأفظع الألفاظ يوميًا، ولا نجد من يحاسب أحدًا، لماذا لم يصدر قانون تنظيم الإعلام؟، لو أنا غلطت المفروض رقبتي تتقطع، إحنا مستعدين لده، بل نطالب بهذا، ولكن الدولة تتركنا في غابة كل من فيها يسوق بأقصى سرعة في الإسفاف، للحصول على أعلى نسبة مشاهدة». وأوضح الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، خلال برنامجه «مع إبراهيم عيسى»، عبر فضائية «القاهرة والناس»، إن «الرئيس لم يذكر في الإعلام إلا الجزء النقدي، وأنا أرى أنه واجب الإعلام، فطالما الإعلام يتحدث بالأدلة وبالحجج فهذا واجبه، لا أرى غضاضة في ذلك مطلقًا حتى وإن اختلف معك، لكن الرئيس لم يذكر النوع الثاني من الإعلام في شيء، النوع السباب الشتام الذي يخوّن الشرفاء، محدش منزعج منه خالص، لم نر الدولة اهتزت حينما بُعث للرئيس رسائل تشكو إذاعة بعض الإعلاميين لمكالمات وانتهاك للخصوصية، الدولة حينها لم يطرف لها جفن ولم تسقط منها دمعة واحدة، ولم نجد كلمة واحدة عن إعلام السيديهات والجن والشعوذة والإثارة». وعلق الإعلامي وائل الإبراشي، خلال برنامجه «العاشرة مساءً»، عبر فضائية «دريم»، لافتًا إلى أن الرئيس كان غاضبًا وتحدث بحدة وتعد هذه رسالة مهمة، لكنها ليست بداية اتجاه لقمع الإعلاميين، مضيفًا: «لا أعتقد أن يلجئ الرئيس لهذه الخطوات، ولا أعتقد أن يتقبلها المجتمع، بعض الناس تتعامل مع الإعلام وكأنه كتلة واحد وهذا أمر غير صحيح، فالإعلام لا يخاطب الرئيس فقط بل جموع المواطنين، و هناك انتقادات موضوعية يجب أن تستفيد منها الحكومة، وأقصى إجراء يمكن أن يتخذه السيسي ضد الإعلاميين هو أن يشكوهم للشعب المصري». وكتب الإعلامي شريف عامر، عبر حسابه الشخصي بموقع التدوينات القصيرة «تويتر»، «ما يخص مهنتي؛ نعم يا ريس، بالعمل الإعلامي كوارث، لكن أغلبها صناعة محلية، أو دخلاء على المهنة، أو أطراف تظن أنه بالإلهاء والمزايدة تسير الأمور». رولا خرسا سيد علي شردي