أسدل الستار مساء أول من أمس، الثلاثاء، على العرس السنوى الكبير للرواية العربية، المعروف إعلاميا ب«بوكر العربية»، عقب إعلان فوز الروائى الكويتى الشاب سعود السنعوسى بالجائزة عن روايته «ساق البامبو» الصادرة عن الدار العربية للعلوم (ناشرون)، ليكون السنعوسى هو أول كويتى يفوز بالجائزة العالمية، والأصغر سنا من بين الفائزين بها منذ إطلاقها. ماراثون طويل استمر أكثر من 5 أشهر منذ إعلان القائمة الطويلة فى ديسمبر 2012، ضمت 16 عملا، تمت تصفيتها إلى 6 روايات فقط فى القائمة القصيرة التى ضمت بجانب الرواية الفائزة، روايات «مولانا» لإبراهيم عيسى، و«يا مريم» للعراقى سنان أنطون، و«القندس» للسعودى محمد حسن علوان، و«أنا هى والأخريات» للبنانية جنى فواز الحسن. المنافسة انحصرت بين روايات ثلاث، حسب المؤشرات واتجاهات الرأى فى العالم العربى، حيث تصدرت رواية «مولانا» لإبراهيم عيسى، التى نافست بشدة على الجائزة، نتائج التصويت الذى نظمته «الجزيرة. نت» لاختيار الرواية العربية الفائزة بجائزة بوكر للعام 2013، وذلك كتصويت شعبى بموازاة قرار لجنة تحكيم الجائزة قبل إعلانها عن الفائز بيوم واحد. 1128 مصوتا اختاروا «مولانا» من أصل 1768 شاركوا فى التصويت بما نسبته 63.8%. أما الرواية الفائزة، «ساق البامبو»، فتروى قصة عيسى الشاب المنحدر من أب كويتى وأم فلبينية، «عمل جرىء» يتناول على نحو موضوعى ظاهرة العمالة الأجنبية فى الخليج العربى، حسب بيان لجنة التحكيم، فحين يعود عيسى بعد بلوغ سن النضج من الفلبين إلى الكويت، موطن أبيه يلقى نفسه فى وضع صعب. فهو لا يجد نفسه فى البلد الأسطورى الذى كانت أمه تحكى له عنه، وإنما يجد نفسه ممزقا بين الأواصر البيولوجية الطبيعية التى تربطه بأسرة أبيه من ناحية وبين عصبيّات المجتمع العربى التقليدى الذى لا يستطيع قبول فكرة زواج عربى من فلبينية ولا يعترف بالذرية الناتجة عنه. الروائى الكويتى الشاب، برز اسمه بقوة عقب النجاح الكبير الذى حققته روايته الثانية «ساق البامبو»، التى عالج فيها موضوع الهوية من خلال شاب هو نتاج زواج مختلط لرجل كويتى وامرأة فلبينية، وحيرته بين المجتمع الذى نشأ به (مجتمع أمه)، وبلد أبيه التى يشده إليها الحنين وحكايات والدته. كثيرون أكدوا أن السنعوسى هو «أمل الرواية الكويتية الجديدة»، كما أنه سيغير من خارطة كتابة الرواية فى الخليج العربى. «ساق البامبو» حسب ما جاء فى بيان لجنة التحكيم، «هى رواية محكمة البناء، تتميز بالقوة والعمق وتطرح سؤال الهوية فى مجتمعات الخليج العربى الحديثة»، وأشار البيان إلى «أن الرواية الفائزة اُختيرت باعتبارها الأفضل من بين الأعمال الروائية المنشورة فى فترة ال12 شهرا الماضية، وتم اختيارها من بين 133 رواية تقدمت للتنافس على الجائزة من كل أنحاء العالم العربى». وعقب الإعلان عن الفائز، قال جلال أمين معلّقا على الرواية الفائزة بلسان أعضاء لجنة التحكيم لعام 2013 «أعضاء لجنة التحكيم يشعرون بالسعادة البالغة لفوز (ساق البامبو) بالجائزة، وجميعهم متفقون على تميّز الرواية فنيا إلى جانب جرأة محتواها الاجتماعى والإنسانى». من جانبه، وجّه إبراهيم عيسى التحية إلى سعود السنعوسى مهنئا إياه على الجائزة، ومؤكدا أنه يستحق ما هو أكثر من ال«بوكر»، وأن الرواية جميلة وتستحق التقدير. لجنة التحكيم التى رأسها جلال أمين، ضمت فى عضويتها الأكاديمى اللبنانى صبحى البستانى، والجزائرية زاهية الصالحى، والفنان السورى على فرزات، والمستعربة البولندية بربارا ميخالك بيكولسكا. وإضافة إلى الفائز، تم أيضا فى الاحتفال تكريم الروائيين الخمسة الآخرين الذين وصلوا إلى قائمة ال6 روايات النهائية، حيث يحصل كل منهم بمن فيهم الفائز على مبلغ عشرة آلاف دولار. جاء الإعلان عن الفائز بجائزة «بوكر 2013» خلال الحفل الذى نظمته أمانة الجائزة بأبو ظبى، بدعم ورعاية هيئة أبو ظبى للسياحة والثقافة مساء أول من أمس الثلاثاء، بحضور المرشحين الستة، وعدد كبير من الروائيين والإعلاميين والشخصيات الثقافية المعروفة، عشية افتتاح معرض أبو ظبى الدولى للكتاب، الذى انطلق صباح أمس الأربعاء.