«بمنزلة صفحة جديدة»، هذا ما وصفت به وكالة الأنباء الفرنسية تصريحات وزير الداخلية الجزائرى، دحو ولد قابلية، التى قال فيها إن بلاده تستعد لإعادة فتح الحدود البرية مع المغرب فى وقت قريب. وأشار ولد قابلية فى اجتماع وزراء داخلية دول المغرب العربى بالعاصمة المغربية الرباط إلى أن إعادة فتح الحدود المغلقة منذ عقود، سيكون أمرا «يحظى بأولوية قصوى من البلدين، وإذا سرعنا من عملية التفاوض فإننا يمكن أن نجد حلا لها فى وقت ليس بالبعيد». يذكر أن العلاقات الجزائرية المغربية تعانى اضطرابا كبيرا، بسبب دعم الجزائر جبهة البوليساريو التى تسعى للحصول على حق تقرير المصير فى إقليم الصحراء الغربية، وهو ما كان يمثل عقبة فى علاقات البلدين، ويعطل من عمل اتحاد المغرب العربى، الذى تأسس فى 1989. ولكن يبدو أن لقاءات الجانبين الأخيرة المكثفة، كانت بمنزلة «إشارة قوية» إلى ضرورة تحسين العلاقات، وإعادة آلية فتح الحدود وتكثيف التعاون فى ما بينهما، خصوصا لمواجهة ما يسمى ب«تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى». وكانت الحدود المغربية الجزائرية، التى يبلغ طولها نحو 1500 كيلومتر، قد أغلقت من الجانب الجزائرى منذ 1994، إثر هجوم على مدينة مراكش المغربية نسبته السلطات المغربية إلى أجهزة أمنية سرية جزائرية، بسبب خلافهما حول قضية الصحراء الغربية. ولكن رد وزير الداخلية الجزائرى بحذر على تساؤل بشأن معارضة المغرب مبادرة أمريكية أخيرة تهدف إلى توسيع صلاحيات مهمة الأممالمتحدة فى أزمة الصحراء الغربية، لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، ورد قائلا: «الجميع يعرف أن الجزائر ليست طرفا فى هذا النزاع». وأضاف قائلا إن «مبدأ تقرير المصير هو مبدأ إطار فى قرارات مجلس الأمن، وقضية الصحراء الغربية، بيد الأممالمتحدة التى يجب تركها تعمل على تسويتها، دون تدخل من أى طرف». وكانت الأزمة قد نشبت منذ انسحاب إسبانيا من المغرب وموريتانيا عام 1973، بعدما قال الاحتلال الإسبانى إنه سيترك تلك المنطقة لأهلها، بينما قررت المغرب وموريتانيا اقتسامها، وتأسست فى نفس العام جبهة البوليساريو هذا العام، وهو ما شكل صراعا دائرا حتى الآن، ولم يستطع الاتحاد الإفريقى أو الأممالمتحدة حله بصورة سلمية حتى الآن.