استهل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأخير لزيارته إلى نيويوروك، بحضور "قمة مكافحة تنظيم داعش والتطرف العنيف"، التي دعا إليها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في إطار الانخراط المصري النشط في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، ولاسيما فى ضوء تمدد هذا التنظيم الإرهابي في عدد من دول المنطقة، بما يهدد أمن واستقرار شعوبها، ويقوض كياناتها ومؤسساتها الوطنية، الأمر الذي يتعين التصدي له بكل قوة، وبمقاربة شاملة دون انتقائية. وعقد السيسى، عقب تلك القمة، لقاءً ثنائيًا مع رئيس وزراء اليونان، ألكسيس تسيبراس، الذي هنأه السيسى بفوز حزبه في الانتخابات المبكرة التي شهدتها اليونان مؤخرًا، والتي أسفرت عن إعادة تعيينه رئيسًا لوزراء البلاد، مشيدًا بالعلاقات التاريخية المتميزة التي تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين. وتطرق اللقاء إلى مستجدات الأوضاع الإقليمية في المنطقة، وأهمية التوصل إلى حلول سياسية لما تشهده من أزمات، بما يحافظ على كيانات الدول ومؤسساتها ومقدرات شعوبها، فضلًا عن تدارك الوضع الإنساني للاجئين، وتيسير عودتهم واستقرارهم في أوطانهم. ووجه رئيس وزراء اليونان التهنئة للسيسي على افتتاح قناة السويس الجديدة، مشددًا على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر من قبل الشركات اليونانية، لاسيما في مجال التشييد والبناء، ونوه بأهمية تبادل الزيارات بين وفود قطاع الأعمال فى البلدين لبحث فرص تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري. وأكد تسيبراس أهمية التعاون مع قبرص في إطارآلية القمة الثلاثية التي تجمع بين الدول الثلاث، لما تمثله من نموذج للتعاون في منطقة المتوسط، مشيرًا إلى عقد القمة القادمة في اليونان. ووجه الدعوة للرئيس للقيام بزيارة رسمية لليونان، ما رحب به السيسي، معربًا عن تطلعه لزيارة اليونان وحضور القمة الثلاثية ومتابعة النتائج التي تسفر عنها، بما يضمن تنسيقاً مستمراً وتشاوراً دائماً بين الدول الثلاث، ويساهم في تعزيز جهود التعاون والتنمية في منطقة شرق المتوسط. والتقى السيسي بعدها رئيس وزراء المجر "فيكتور أوربان"، الذي أشاد بالنتائج الإيجابية التي تمخضت عنها زيارة السيسي للمجر في يونيو 2015، والتي منحت العلاقات الثنائية زخمًا حيويًا، امتدت آثاره لتعزيز كافة مجالات التعاون الثنائي. وأشاد السيسي بالعلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، مبيّنًا أن أهمية متابعة وتفعيل ما تم الاتفاق عليه أثناء زيارته للمجر، في مختلف مجالات التعاون. وتناول اللقاء مستجدات الأوضاع الإقليمية، وسبل التعامل مع تداعياتها، على المنطقة ودول القارة الأوروبية، ولاسيما فيما يتعلق بأزمة اللاجئين، التي يتعين تضافر الجهود الدولية لتسويتها والبحث عن حلول عملية لها من خلال التحرك العاجل لتدارك الوضع الإنساني المتدهور للاجئين، والعمل على تسوية الأزمات القائمة والتوصل إلى حلول سياسية لها، وبذل المزيد من جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول المُصدرة للهجرة، بما يقضي على الأسباب الرئيسية لها. كان الرئيس السيسى قد التقى في وقت سابق برئيس الوزراء اللبناني "تمام سلام"، حيث أعرب الرئيس السيسى عن أمله في تحقيق التوافق الوطني من أجل دفع مسيرة العمل الوطني ومواجهة التحديات الراهنة على الصعيدين الداخلي والاقليمي. وأكد الرئيس السيسى على دعم مصر الكامل للبنان ومساندتها للجهود المبذولة للحيلولة دون امتداد تأثير تداعيات الوضع الإقليمي المضطرب إلى لبنان، والحفاظ على أمنه واستقراره ووحدة الشعب اللبناني الشقيق.