أعادت تفجيرات ماراثون بوسطن إلى الأذهان ذكرى 11 سبتمبر ومن قبلها تفجير مدينة أوكلاهوما عام 1995، وفى الوقت نفسه تشكك السلطات فى عديد من المشتبه بهم باختلاف الدوافع على نطاق واسع، كان هذا ما أكدته مجلة «نيوزويك» الأمريكية، التى سلّطت الضوء على المجموعات التى يتوقع المسؤولون أنها مَن قامت بتنفيذ هذا العمل الإرهابى. تقول المجلة الأمريكية «من السيناريوهات المحتملة أن يكون الجناة من الجناح اليمينى المتطرف الأمريكى المناهض للحكومة، أو نوعًا آخر من المتطرفين المحليين، أو حتى رجل وحيد مجنون، لكن هناك احتمالًا واضحًا بأن التفجيرات قد تثبت قيام مجموعة من المتطرفين المسلمين، وهذه الفئة الأخيرة سيكون لها الأثر الأكبر». تاريخ الكراهية العميقة بين الغرب المسيحى والعالم الإسلامى له باع طويل، هذا ما لفتت إليه المجلة التى أكدت أن القوالب النمطية المتأصلة عن العرب والمسلمين بأنهم معادون ومتعصبون ويتميّزون بالعنف، وأن فترة وباء الإسلاموفوبيا فى الولاياتالمتحدة التى أعقبت هجمات سبتمبر هى ما رسّخت هذه المعتقدات. تؤكد المجلة أنه وبعد تلك الأحداث من المتوقع أن تأخذ العنصرية المعادية للعرب مجراها داخل البلاد، بعد أن استطاع كثير من الأمريكيين المسلمين تحقيق تقدم كبير فى تعميم أنفسهم وصورتهم مع مواطنيهم، وأنه فى النهاية ارتبطت احتمالات الهجمات الإرهابية بالمتطرفين المسلمين، أو فرد مختل من أصل مسلم، الأمر الذى يعيد دائمًا إلى الأذهان أحداثًا إرهابية بفعل فاعل مسلم بشكل عام. وكذلك أشارت المجلة إلى أنه من الممكن أن تبدأ الدعوات للتمييز العنصرى ضد المواطنين المسلمين أو العرب أنفسهم، ورغم أنه رد فعل سيكون غير عقلانى فإنه وبعد الصدمات النفسية سواء إن كانت شخصية أو وطنية التى تسبب فيها الانفجار سيكون رد الفعل استجابة منطقية لدى كثيرين. فى الإطار نفسه، وتحت عنوان «ماراثون بوسطن الذى لم ينتهِ»، قالت مجلة «نيويورك ريفيو أوف بوكس» الأمريكية، إن خط نهاية الماراثون التاريخى الذى يفترض أن ينتهى بالانتصار، تحوّل إلى كابوس ومنطقة رعب ودمار انقلبت رأسًا على عقب. ترى المجلة أن القنابل المدوية لم تكن اعتداء على أى مؤسسة أو سلطة وإنما على حياة الناس الأبرياء، ومنهم ذلك الطفل البرىء البالغ من العمر «8 سنوات» الذى قُتل فى السباق، وأخته البالغة «6 سنوات» التى شوّهت كليًّا.