مالبث أن أدت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشئون المصريين فى الخارج، اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، حتى أصبحت مادة خصبة لانتقادات وسائل الإعلام اللاذعة، والسبب ارتداؤها ملابس "نص كم" أثناء مراسم حلف اليمين، ما اعتبره البعض أمرًا غير لائق، ووصف آخرون إلى أن هذه الملابس لا تتناسب مع طبيعة الوظيفة و"احتشام" المرأة، على حد تعبيرهم. وانتقد الإعلامي أحمد موسي، الوزيرة، في حديثه ببرنامجه "على مسئوليتي"، السبت الماضي، قائلًا إنه من غير اللائق أن "تلتقي الرئيس بهذا الشكل"، موجهًا حديثه ل"نبيلة"، "تاريخك محترم جدًا، وكل الناس اللي اشتغلتي معاهم بيشيدوا بيكي، إنما الملاحظة إنه حلف اليمين أمام رئيس الجمهورية ما يصحش يكون بملابس (نص كم).. ميصحش كده". وتابع: "الرئيس السيسي أخد باله من كده، ودي ملابس تليق بست مصرية محترمة، ولكن مش في حلف اليمين قدام الرئيس واجتماعات الرئيس، ونظرة الرئيس تؤكد أنه لاحظ الجزئية دي". وعلق الإعلامي عمرو عبدالحميد، على حالة الجدل حول الأمر قائلًا: "الوزيرة قامت بإزالة الصور الشخصية ذات الأنشطة الاجتماعية لها عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بعد حلف اليمين". وأكمل عبدالحميد، خلال برنامجه "البيت بيتك"، أمس الأحد، أن "الفستان" الذي أثار ضجة، كانت ترتديه في حفل ما بمدينة دبي الإماراتية، وهي تتناول وجبة العشاء، مشيرًا إلى أن السبب وراء ارتدائها الفستان هو استعجالها لأداء اليمين أمام الرئيس. وجاء رد الوزيرة، "نبيلة مكرم" على حملة الانتقادات والهجوم الذي تتعرض لها قائلة،"أتقبل الانتقادات حول ملابسي أثناء حلف اليمين الدستورية للحكومة الجديدة"، مؤكدة أن ارتدائها ملابس "نص كم" ليس خطأ بروتوكوليًا فادحًا كما تحدث البعض. وأضافت، في مداخلة هاتفية لبرنامج "حضرة المواطن" المذاع على قناة "العاصمة" أمس،"هذا الموضوع أخذ حيزًا كبيرًا من الاهتمام، وأنا بتقبل النقد وليس لدي مشكلة في ذلك، والبرتوكول يشير إلى أن الملابس تكون داكنة ومحتشمة، لكن كونه نص كم ليس خطأ فادحًا". وذكرت أنها فوجئت بتعيينها وزيرة، ولم تكن تتوقع ذلك نهائيًا، موضحة أنها تتفق مع الإعلامي الذي قال لها (يجب أن ترتدي ملابس بكم طويل في حلف اليمين الدستورية)، مضيفة: "أنا متقبلة لكل نقد، ولو كده أنا مش هشتغل.. هو عنده حق، لكن موضوع لبسي في حلف اليمين واخد أكبر من حجمه". وأشارت لأهمية دور الوزارة الجديدة في التواصل مع المصريين بالخارج وتلبية ورعاية مصالحهم، لافتة إلى أن موقع الوزارة سيكون بقطاع شئون الهجرة بالمهندسين بمحافظة الجيزة. وفي ظل هذا الجدل، تبقى التساؤلات التي تطرح نفسها، هل الهجوم على وزيرة الهجرة يأتي بأوامر عليا؟، وهل الهدف من هذه الحملة إرسال رسائل معينة ومحددة من النظام الحالي بضرورة أن يكون هذا النمط هو السائد، في ظل انتقاد بعض الاعلاميين المحسوبين بقربهم للنظام لملابس الوزيره فور آدائها اليمين، وهل اعتذار الوزيرة أمس في إحدى المداخلات الهاتفية أمر كاف لإيقاف حملة السخرية والنقد ضدها. وقال أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، ل"التحرير"، أن الوزيرة أعلنت أنها فوجئت باختيارها في المنصب، وبالتالي لا يمكن أن يوجه لها هذا الكم الكبير من الهجوم، مردفًا أن هناك خطأ بروتوكولي من قبل إدارة المراسم، حيث كان يستلزم عليهم تنبيهها بنوعية الملابس التي ترتديها أثناء حلف اليمين. وعقب شعبان: "مفيش مبرر لكل الهجوم اللي على الوزيرة، ولا أعتقد أن هناك حملة ممنهجة ضدها، ولكن هناك حملة عشوائية يقودها الإعلام، لأنه عايز جنازة ويشبع فيها لطم"، مكملًا: "يجب ألا ننظر إلى ملابس المرأة على أنها عنوان للفضيلة، فلا النقاب دليل على الأخلاق ولا الملابس العادية دليل على الفجور، والفضيلة تنبع من داخلنا، وهي التزام إنساني من داخلنا، لذلك تحويل مسار القضية إلى الاحتشام والأخلاقيات أمر غريب وغير مفهوم وليس مبررًا".