كتب - محمد شعبان: الطموح والمثابرة عنوان حياته، حلم منذ صغره بتقلد أعلى المناصب، لم يكتف بارتداء بدلة ضابط الشرطة حتى قرر تغيير مسار حياته عند وصوله لرتبة نقيب، واتجه للعمل بالسلك القضائي. لم يعرف الملل طريقًا لآلية عمله، وظل حلم التفوق والنجاح يراوده، تدرج في عدة مناصب حتى لاح اسمه في أفق الأسماء المُرشحة لتولي منصب هو الأصعب في الدولة "محامي الشعب". انتظر بشغف كبير شروق شمس 19 سبتمبر الجاري، فتح دولاب ملابسه، وارتدى بدلة، ليستقل سيارته متوجهًا لقصر الاتحادية بمصر الجديدة، شريط الذكريات يمر سريعًا، مواقف مفرحة وأخرى حزينة، وتتوقف ذاكرته بعرضها السريع عند مشهد حلفه اليمين الدستوري بحفل تخرجه من كلية الشرطة عام 1976. "أقسم بالله العظيم، أن أحافظ على النظام الجمهوري، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه".. كلمات نطق بها لسانه منذ 39 عامًا، لكن اليوم، يختلف المكان والزمان والحدث. وأدى المستشار نبيل صادق، رئيس المكتب الفني لمحكمة النقض، اليوم السبت، اليمين الدستورية خلفًا للمستشار الراحل هشام بركات. وحصل رئيس المكتب الفني لرئيس محكمة النقض السابق، على غالبية أصوات المجلس القضاء الأعلى، إلا أن المجلس أرسل الأسماء الثلاثة المرشحة؛ لمنح فرصة للاختيار بين أكثر من مُرشح. ويُعرف عن النائب العام الجديد، السمعة الطيبة بين رجال القضاء، وأنه يلقى قبولاً في الوسط القضائي، خاصة أنه ليس محسوبًا على أي تيار داخل القضاء. تخرج المستشار نبيل صادق من أكاديمية الشرطة عام 1976، وحصل على ليسانس الحقوق بتقدير جيد، وبكالوريوس علوم شرطة، وعمِل بجهاز الشرطة حتى وصل لرتبة نقيب، ثم قدم استقالته، وعمل بسلك القضاء في وظيفة مساعد نيابة. وتدرج "صادق"، في عددٍ من المناصب القضائية من بينها، رئيس نيابة بنيابة الشؤون المالية والتجارية، ورئيس نيابة بنيابة جنوبالقاهرة، كما عمِل بالمكتب الفني للنائب العام الأسبق، رجائي العربي. وأعير المستشار نبيل صادق للعمل بدولة قطر لمدة 6 أعوام، قاضيًا بمحكمة التمييز القطرية، وبعد عودته شغِل منصب نائب رئيس محكمة النقض بأحد الدوائر التجارية، كما تولى رئاسة مكتب التعاون الدولي بمحكمة النقض، ومثّل القضاء المصري في عدة محافل دولية سواء مؤتمرات أو لقاءات مع وفود دولية؛ لإجادته اللغة الإنجليزية.