كتب - أحمد نبيل اندلعت الفتنة الطائفية في محافظات مصر، خاصة في أسيوط، عام 1911، واستمرت في اشتعالها بين المسلمين والمسيحين، لدرجة بلغت التفكير في تقسيم مصر لدولتين (شمال مسلم وجنوب مسيحي)، كما بدأت الجماعات المتطرفة في أنشطة إجرامية، إذ اتجهوا للاغتيالات السياسية، ولم يتنبه أحد لخطر أكبر من الأزمة الطائفية، إذ كانت الأزمة في مجملها بتخطيط بريطانيا، كمحاولة لبسط سيطرتها على مصر، وإعلان الحماية البريطانية عليها. إعلان الحماية البريطانية على مصر كان لابد أن يصاحبه موجه مقاومة، فمعه تنبه البعض للخطر الذي وقعت فيه مصر، وأن أزمة الفتنة ما هي إلا مخطط ترعاه بريطانيا لفرض سيطرتها على قناة السويس، والعودة مجددًا لمصر، في هذا التوقيت برز دور المقاومة الشعبية، وسعد زغلول، والفنان حسن فايق. لا تتوقف شهرته عند لقبه «أبو ضحكة جنان» بعدما عرف بأدواره الكوميدية، سواء على خشبة الفن الرابع، أو بالسينما، لأن حسن فايق، الذي تمر اليوم ذكرى وفاته، كان له دورًا سياسيًا لا ينسى في مقاومة الاحتلال البريطاني ومكافحة خطر الفتنة الطائفية في مصر بفنه وإيمانه بأن قضية الاستقلال لا غاية سواها، ولا عجب أن يكون صديقه المقرب الزعيم الراحل سعد زغلول، قائد ثورة 1919. لما خرجت ثورة 19، عرفنا أنها خرجت من أجل مكافحة الاحتلال، ودائمًا ما نتذكرها بشعار (الهلال والصليب)، ويد القسيس في يد الشيخ، وتبادل رجالات الدين المنابر، هكذا تنبه المصريون لارتباط الاحتلال بالفتنة الطائفية، فكانت مبادراتهم هي الأوضح من أجل التسامح ونبذ أشكال العنف والانتباه لمصالح الوطن، لذا لم يكن فيلم حسن ومرقس (إنتاج 2008، بطولة عمر الشريف وعادل إمام، تأليف يوسف معاطي، ومن إخراج رامي إمام)، أول شكل تمثيلي يتناول أزمة الفتنة الطائفية بشكل مباشر وأساسي، ويكون أبطاله عائلتين من المسلمين والمسيحين، إلا إذا تناسينا «أحمد وحنا». «أحمد وحنا»، أول عمل فني تمثيلي عن الوحدة الوطنية، وقدم للجمهور أثناء ثورة 1919، وذكر كتاب "أبيض وأسود" للكاتب أشرف بيدس، أن الفنان الراحل حسن فايق (7 يناير 1891– 14 سبتمبر 1980) أول من قدم عملًا فنيًا يدعو للتعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين أثناء ثورة 1919، وهو عبارة عن منولوجات تحث المصريين على مقاومة الاحتلال الإنجليزى. واحد من كوميديانات زمن الفن الجميل، صاحب أشهر صلعة وضحكة في تاريخ السينما المصرية، الذي قدم حوالي 200 عملًا فنيًا رسم خلالهم الضحكة على شفاة الملايين، عرفته الجماهير كذلك ثائرًا يحارب الاحتلال البريطاني، ليترك بصمته في الفن والسياسة، إذ اشتهر فايق في بداية حياته كمنولوجيست يحرص على انتقاد الواقع وتناول قضايا مجتمعه عبر المونولوجات، وهو ما كان يفعله في المسرحيات التي قدمها في فرقته، إذ اختار أن يناقش موضوعات اجتماعية ووطنية، فجعل المسرح منبرًا يخاطب به الجمهور ويبث فيهم روح الوطنية، فعكست أعماله المسرحية والسينمائية إيمانه بقيمة الفن والدور الذي يجب أن يلعبه في تقديم رسالة للجمهور، وفي عمله «أحمد وحنا» ناقش قضية الفتنة الطائفية التي حاول الاحتلال الإنجليزي إشعالها لينشغل الشعب المصري عن قضيتهم الأساسية وهي الاستقلال، وهي المسرحية التي حضرها الزعيم سعد زغلول، وألقى خطبة سياسية في الجمهور بين فصولها. حسن فايق من مواليد محافظة الإسكندرية، في 17 يناير عام 1898، وحصل هناك على الشهادة الابتدائية، بدأ حياته العملية مبكرًا كبائع في محلات ملابس السيدات، وبدأ يعشق الفن بمداومته على مشاهدة عروض فرقة سلامة حجازي. بدأ حياته الفنية في عمر 16 عامًا، وكون مع يوسف وهبي وحسين رياض جمعية "الاتحاد" التمثيلية، وقدموا بعض المسرحيات التاريخية بعضها من تأليف حسن فايق نفسه، ثم اشترك مع عزيز عيد ونجيب الريحاني في فرقة الهواة، وعندما توقف نشاط الفرقة بعد 3 أسابيع من تكوينها انضم إلى فرقة سلامة حجازي، واشترك في مسرحية "أنيس الجليس" التي ضحك فيها ضحكته الشهيرة لأول مرة. ومن المسرح، انطلق حسن فايق لعالم المونولوج عام 1919، وعمل كمنولوجست بالإذاعة، وعندما قامت ثورة 1919 ركز جهوده في تأليف المنولوجات والأزجال الحماسية التي تثير حماس الجماهير وكان من المقربين للزعيم الراحل سعد زغلول، الممثل الراحل عمل في معظم الفرق المسرحية الشهيرة في ذلك الوقت، من فرقة يوسف وهبي، والفرقة القومية التي كان يتولاها زكي طليمات، وانتقل بعدها لفرقة نجيب الريحاني، ومنها لفرقة إسماعيل يس، واشترك في مسرح الدولة من خلال العمل بفرقة التلفزيون. ورغم أن معظم أدواره في السينما كانت دورًا ثانيًا، إلا أنه تمكن في أدواره البسيطة، وخفة دمه، وضحكته من خلق مساحة منفردة ذات طبيعة مختلفة على الشاشة، حتى توفي في مثل هذا اليوم عام 1980. وإليكم مجموعة صور لحسن فايق في أدواره التمثيلية المختلفة... حسن ومرقس عمر الشريف عادل إمام أسيوط أخبار الفن أخبار الفن اليوم