شددت "موسكو" على أن توريدها معدات عسكرية إلى سوريا يتطابق بالكامل مع القانون الدولي، وأنها قد تدرس تقديم مساعدة إضافية لسوريا من أجل مكافحة الإرهاب. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن موسكو لم تخف أبدًا علاقاتها العسكرية – التقنية مع سوريا، بل وتزودها منذ زمن طويل بالأسلحة والمعدات العسكرية، انطلاقًا من التزام روسيا بمراعاة العقود الموقعة وبما يتطابق بالكامل مع القانون الدولي. وأكدت زاخاروف على وجود خبراء عسكريين روس في سوريا، وكشفت عن أن مهمتهم تتمثل في تدريب العسكريين السوريين على استخدام المعدات الروسية الجديدة، موضحة أنه إذا ظهرت هناك حاجة لاتخاذ إجراءات إضافية من جانب موسكو من أجل تكثيف مكافحة الإرهاب، فسوف ندرس هذه المسائل بلا شك، وسنعتمد في ذلك حصريًا على القانون الدولي والقوانين الروسية. وكان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي قد نفى الإشاعات حول وجود قوات روسية في سوريا، متهمًا مخابرات غربية ببث مثل هذه الإشاعات، كما نفت أكثر من جهة روسية وجود قوات عسكرية على الأراضي السورية، عدا الخبراء والمدربين الذين يعملون مع الكوادرو السورية وفقًا للاتفاقيات الموقعة بين الطرفين، والتي يعرفها المجتمع الدولي والمنظمات الكبرى، مثل الأممالمتحدة. بدوره أوضح مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوجدانوف "أن سبب تواجد الخبراء العسكريين الروس في سوريا يعود إلى ضرورة تدريب العسكريين السوريين على استخدام المعدات الروسية التي يتم توريدها وفق عقود موقعة في إطار التعاون العسكري التقني بين البلدين”. وقال "بوجدانوف" إنه يجري تنفيذ عقودنا مع سوريا، ويجري توريد مختلف أنواع المعدات التي تحتاج إلى صيانة، ويحتاج شركاؤنا من ممثلي القوات المسلحة السورية إلى المساعدة والمشورة والتدريب على استخدام هذه المعدات، وهو ما يعني إرسال خبرائنا العسكريين مع شحنات المعدات العسكرية لتدريب شركائنا السوريين". أما وزارة الدفاع الروسية فقد نفت بشكل قاطع أنباء تناقلتها وسائل إعلام إسرائيلية وأمريكية عن مشاركة مقاتلات روسية في العمليات العسكرية بسوريا. وكانت وسائل الإعلام الغربية، التي نقلت عنها وسائل إعلام مصرية وعربية، قد شنت حملة غير مسبوقة بوجود "الجيش الأحمر السوفيتي" إلى سوريا لمواجهة القوات الأمريكية، ما أثار موجة من السخرية والاستهزاء في الأوساط السياسية والدبلوماسية، لكون الجيش الأحمر غير موجود أساسًا لا في روسيا ولا في سوريا. وتابعت الحملة الغربية مسيرتها "بأن أقمارًا صناعية أمريكية التقطت صورًا لمقاتلات روسية في الأجواء السورية، إلا أن وسائل الإعلام الروسية سخرت أيضًا من هذه الحملة، مشيرة إلى أن المقاتلات الروسية موجودة منذ زمن بعيد في سوريا، كما في دول أخرى كثيرة، وفقًا لتوريدات الأسلحة والعقود التي توقع بين الدول”. وعلى الرغم من ذلك، جددت واشنطن الثلاثاء 8 سبتمبر قلقها من تلك المزاعم والإشاعات، وقال جوش إرنست الناطق باسم البيت الأبيض "لقد أكدنا أكثر من مرة إننا نقلق من أنباء تحدثت عن إمكانية نشر عسكريين روس إضافيين وطيران في سوريا، وذلك لأنه من الصعب عليها تفهم نوايا الروس. ومن اللافت أن صحيفة "نيويورك تايمز" تحدثت في الوقت نفسه عن إرسال "فرقة عسكرية روسية متقدمة" لدعم الجيش السوري، بالإضافة إلى "خطوات روسية أخرى"، تخشى واشنطن من أنها تدل على وجود خطط روسيا لتوسيع الدعم العسكري لحكومة بشار الأسد بقدر كبير، حسب مزاعم الصحيفة الأمريكية، كما اتهمت وسائل إعلام أمريكية موسكو بإرسال عسكريين إلى اللاذقية السورية بذريعة إيصال مساعدات إنسانية. وفي هذا السياق، تعمل واشنطن على وضع عراقيل أمام نقل المساعدات الروسية لسوريا، إذ تضغط على عدد من الدول لحملها على إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات التي تحمل تلك المساعدات. ولقد أكدت أثينا تلقيها طلبا من واشنطن بهذا الشأن، فيما أعلنت بلغاريا أنها لم تسمح لطائرات مساعدات روسية بعبور مجالها الجوي نهاية الأسبوع الماضي، بسبب وجود "شكوك قوية حول طابع الشحنات" على متن تلك الطائرات، ولكن سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي أكد "أن موسكو ستواصل إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، معتمدة في ذلك على مسارات بديلة”. وأعرب ريابكوف عن أسفه، مشيرًا إلى أن ضغوط واشنطن وضغوط أخرى، يبدو أن مصدرها بروكسل حيث يقع مقر الناتو والاتحاد الأوروبي، أدت إلى أن بعض الدول بدأت تتهرب من الوفاء بما أسميه التزامها الدولي المتمثل في فتح ممرات إنسانية لمرور طائرات معنية بتنفيذ مهمات إنسانية.