شاهدتُ مساء (3 أبريل) فيلم الافتتاح لمهرجان «نظرة طائر» ضمن أنشطة معهد الفيلم البريطانى فى لندن، وهو المعادل الإنجليزى ل«السينماتيك» الفرنسى. و«نظرة طائر Bird's Eye View» مهرجان يهتم بإبراز إبداعات المرأة فى السينما العالمية، انطلق قبل ستة أعوام، وأصبح من المهرجانات المهمة على أجندة الاهتمامات السينمائية البريطانية. ومثل مهرجان لندن السينمائى الكبير، الذى تنظمه نفس المؤسسة «معهد الفيلم البريطانى»، ولا يمنح جوائز خاصة به، وإنما يختار أبرز الأفلام التى فازت فى مختلف المهرجانات الأوروبية والدولية، فإن «نظرة طائر» ليس مهرجانا يقدم الجوائز لما يُعرض فيه، وإنما يعرض الأعمال التى فازت بجوائز مرموقة فى المهرجانات الأخرى، مع أعمال أخرى لم تَفُز، وإن كانت فى نظر المهرجان جديرة بالعرض جنبا إلى جنب مع تلك الأعمال الفائزة. وقد خصص المهرجان دورته هذا العام للاحتفاء بسينما المرأة العربية، حيث سيُعرض فيه 15 فيلما روائيا ووثائقيا طويلا، بالإضافة إلى عدد من الأفلام القصيرة. وسوف يعرض المهرجان ضمن أفلامه الطويلة فيلمين من مصر هما «الخروج للنهار» لهالة لطفى التى فازت بجائزة أفضل مخرجة فى مهرجان دبى السينمائى عام 2012، و«ظل راجل» لحنان عبد الله الذى حصل على جائزة أفضل فيلم وثائقى فى مهرجان الدوحة العام الماضى. وفى المهرجان أيضا ثلاثة أفلام فلسطينية هى: فيلم الافتتاح «لما شفتك» للمخرجة آن مارى جاسر الذى فاز بجائزة فى مهرجان برلين السينمائى، وفيلم الختام «حبيبى» للمخرجة سوزان يوسف الذى فاز بجائزة أفضل فيلم فى مهرجان دبى 2011، و«غزة تنادى» لناهد عوّاد؛ وثلاثة أفلام لبنانية هى: «الاختفاءات الثلاثة لسعاد حسنى» لرانيا ستيفن، و«ليالٍ مؤرقة» لإلين الراهب، و«جمعية الصواريخ اللبنانية» لجوانا حاج توماس؛ وثلاثة أفلام سورية هى: «سقف دمشق وحكايات من الجنة» لسؤدد كعدان، و«كما لو كنا نمسك بكوبرا» لهالة عبد الله، و«قصة سوريتان» لياسمين فدا. وفيه أيضا فيلمان جزائريان هما: «يمة» لجميلة صحراوى، و«الجستو» (وهو اسم فرقة موسيقية جزائرية) لصافيناز بوسبيع، وفيلم مغربى «على الحافة» لليلى كيلانى، وآخر يصعب تصنيفه على أنه سعودى، هو «وجدة» للسعودية هيفاء المنصور. ويبدو أن المهرجان آثر هذا العام، لا أن يحتفى بأفلام المرأة العربية عامة فحسب، ولكن أن يحتفى عبرها بقضية العرب المحورية، وهى القضية الفلسطينية أيضا. حيث منح المهرجان فلسطين فيلمى الافتتاح والختام: ووزعهما بين الضفة التى جاء منها فيلم الافتتاح، وغزة التى جاء منها فيلم الختام والفيلم الثالث أيضا. هذا على الرغم من أن وثائق المهرجان تبرز المخرجة المصرية هالة لطفى وتعى أهمية موهبتها الكبيرة كإحدى أبرز المخرجات النساء الواعدات على المستوى العالمى، فى مجال سينما المؤلف/ المؤلفة فى هذه الحالة. وهو قطاع بدأ يستهوى الكثيرات من السينمائيات العربيات اللواتى تحرصن على كتابة أفلامهن، كما هو الحال مع فيلم الافتتاح. وهو فيلم يكشف عن موهبة سينمائية حقيقية، فقد حصلت مخرجته، وهى أول مخرجة فلسطينية، على كثير من الاهتمام والتقدير، إذ رُشّح فيلمها الأول «ملح هذا البحر» عام 2008 للمنافسة على الفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبى.