أعلن قصر الإليزية، أمس، عن تعيين مريم الخُمري وزيرة الدولة المكلفة بسياسة المدينة في منصب وزيرة العمل والتشغيل والتعليم المهني والحوار المجتمعي خلفا لفرنسوا ربسامين. وبهذا التعيين تصبح الخُمري أول امرأة من أصل عربي على رأس هذه الوزارة، كما أنها العضو الثاني من أصل مغربي في حكومة رئيس الوزراء مانيول فالس إلى جانب وزيرة التعليم نجاة فالو بلقاسم، وهي حالة نادرة لم يسبق تسجيلها. وجاء تعيين الخُمري البالغة من العمر 37 عاما لهذا المنصب مفاجئا، حيث أن اسمها لم يرد ضمن المرشحين المحتملين وهم وزير الاقتصاد الحالي إيمانويل ماكرون ورئيس الكتلة الاشتراكية بالبرلمان برونو لورو ووزير النقل ألان فيداليس ووزير الزراعة ستيفان لوفول. ويعد عكس منحنى البطالة من أبرز مهام الوزيرة الجديدة، وهو الوعد الذي قطعه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على نفسه قبل تولي منصبه في يوليو 2012 وجعله شرطا أساسيا للترشح لولاية رئاسية ثانية. ويرى متابعون أن الخُمري لها مستقبل سياسي كبير خلال الفترة القادمة، نظرا لعملها الدؤوب وطموحها اللا محدود. ولدت الخُمري في عاصمة المغرب، الرباط، عام 1978 من أب مغربي يعمل كتاجر وأم فرنسية مدرسة من منطقة بريطاني. قضت طفولتها في المغرب ثم في منطقة "لي دو سيفر" (وسط فرنسا) قبل أن تلتحق بجامعة "السوربون" في باريس لتدرس مادة القانون العام. وبعد نهاية مشوارها الجامعي، التحقت ببلدية في الدائرة ال 18 بالعاصمة الفرنسية لتصبح عضوا في "الحزب الاشتراكي". بعد ذلك، التحقت ببلدية باريس حيث أسندت لها مهمة الأمن والوقاية من المخاطر الأمنية من قبل العمدة السابق، برتران دو لانوي، قبل أن تقلد منصب المتحدثة الرسمية باسم آن هيدالجو -العمدة الحالية- خلال حملتها الانتخابية في 2014. والتحقت الخمري بالحكومة في شهر أغسطس 2014 في منصب كاتبة دولة مكلفة بسياسة المدينة تحت إشراف باتريك كانير، وزير المدينة. هذا الأخير لم يكف عن الحديث عن خصال هذه الشابة التي لا تخشى العمل، حسب تعبيره، والتي قال إنها هي وزيرة المدينة الحقيقية وليس هو. ويعول مانويل فالس كثيرا على الوزيرة الجديدة للعمل لكي تقلب منحنى البطالة كما وعد بذلك الرئيس فرانسوا هولاند. ومن بين مخططات مريم الخمري، تشجيع الشركات الفرنسية وأرباب العمل على الاستثمار في الأحياء الشعبية والفقيرة. ويرجع البعض سبب وصولها إلى تلك المناصب كان جراء عضويتها في المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الحاكم في فرنسا والذي ساهم في صعودها بشكل كبير. وقالت الوزيرة فور تعيينها إنها تقدر المسؤولية التي وضعت على كاهلها وإنها ستبذل قصارى جهدها لخدمة الفرنسيين، لاسيما العاطلين عن العمل، والذين تجاوزت نسبتهم 10 %، ولإثبات عزيمتها على محاربة البطالة بشتى الوسائل، خصصت زيارتها الميدانية الأولى إلى وكالة للتشغيل قرب باريس.