كوم الشقافة، أحد مناطق الإسكندرية الزاخرة بالآثار الرومانية والإسلامية، حيث يقع بها مقابر "كتاكومب" الشهيرة، في وسط منطقة سكنية مكدسة بمنازل قديمة يتجاوز عمرها المائة عام. المنطقة تعاني الفقر الشديد وسوء الخدمات، فالسكان بلا عمل، ولم يجدوا أمامهم سوى التنقيب عن الآثار أسفل المنازل بعد أن ضاقت عليهم الأرض، وتوقفت حركة السياحة في "كتاكومب" منذ أحداث ثورة 25 يناير. عدد كبير من السكان يعيش على أمل أن يجد آثارًا حتى انتشرت الحفر في المنطقة حول المنازل وأسفلها، وكانت آخر وقائع التنقيب عن الآثار منذ عدة أشهر عندما تم ضبط حفرة بعمق 35 متر وبها مجموعة من التماثيل الرومانية والقبطية وتم التحفظ على التماثيل بالمنزل، وإلقاء القبض على المتهمين. لم تنتهِ القصة عند هذا الحد، فعادت الأمور إلى ما كانت عليه، فالجميع مولع التنقيب عن الآثار، وهو ما أحدث تغييرًا في شكل، وجعل المنطقة بأكملها آيلة للسقوط. محمود خليفة، محامي ومن سكان كوم الشقافة، قال ل "التحرير" إن منطقة كوم الشقافة تضم ما يقرب من 7000 منزل آيل للسقوط بداية من شارع باسيليوس ومرورًا بشارع الإمام الأعظم ووصولًا إلى حارة الشبكشي وعزبة جورجي. وأضاف خليفة أن المنازل لا يمكن أن يتم ترميمها؛ بسبب تهالكها وانتشار التصدعات والشروخات بصورة كبيرة بها وهو ما يحتم على الحكومة أن تبحث عن مساكن بديلة لهؤلاء قبل أن تنهار المنازل فوق رؤوسهم. وطالب وزيرة التطوير الحضاري بزيارة كوم الشقافة لترى الوضع الحقيقي للإسكندرية، ربما تساعد هؤلاء في الحصول على سكن آدمي بدلًا من العشش والمنازل الآيلة للسقوط التي يقيمون فيها.