فحص طبي فى بيروت كشف مرضي.. وصُدمت بضرورة إجراء عملية جراحية أخبار كثيرة تداولتها وسائل الإعلام حول صحة الفنان عزت أبو عوف منذ ظهوره فى إعلان تليفزيونى للتبرع إلى مستشفى الكبد، الذى تم عرضه خلال شهر رمضان الماضى، إذ كشف عن مرضه، والذى بدا واضحا من ملامح وجهه، ونبرة صوته، وهو ما أقلق جمهوره، ورغبوا فى الاطمئنان عليه، ولكن بعض المواقع الإخبارية نشر أخبارا تفيد بتدهور حالته الصحية، وهى الأخبار التى كانت شقيقاته يسعين لنفيها فى تصريحاتهن، والتأكيد بأنه بدأ يتعافى. «التحرير» ذهبت بصحبة الأب بطرس دانيال، رئيس المركز الكاثوليكى المصرى للسينما، إلى المستشفى الجوى التخصصى الذى يُعالج فيه أبو عوف، والذى رفض مغادرته رغم تصريح د.طارق حلمى، الطبيب المعالج له، بأنه بإمكانه تركه أمس «الأربعاء»، لكنه فضّل الاطمئنان على صحته.. أبو عوف تحدث معنا عن هذه الوعكة الصحية، ورده على هذه الأنباء، وتقييمه لحال الفن فى الفترة الأخيرة. ■ حدثنا عن حقيقة مرضك وكيف اكتشفته؟ - هى حكاية تثير الضحك، والناس قد يظنونى أكبر كاذب فى مصر، فأنا معتاد على إجراء فحص طبى على نفسى كل 3 أشهر، فيأخذون منى عينة دم، ويكتشفون ما أعانى منه، وذلك أثناء سفرى سنويا إلى بيروت، ولكن من وقت وفاة زوجتى، أى منذ 3 سنوات، لم أسافر، ولم أجر الفحص العام، وعندما سافرت مؤخرا وكشفوا علىّ أخبرونى بأنه يتوجب أن نجرى قسطرة على القلب، وبعدها تبين لهم انسداد شريان فى قلبى. ■ وكيف قابلت هذا الحديث؟ - أدهشنى وجعلنى أخرج عن شعورى، واستنكرت حديثهم هذا، وأخبرتهم أننى فى الأساس دكتور، وما زاد دهشتى أننى لا أعانى من نغزة فى قلبى، ونفسى لا يتقطع، كذلك أجرى وأمارس الرياضة، ولا توجد علامة واحدة بأن عندى مشكلة فى القلب، وهو المرض الذى له عدة دلائل وعلامات، ولم أصدق ما قالوه، وقررت العودة إلى بلدى، وتقابلت مع صديق لى منذ أيام إعدادى طب، وهو الآن رئيس جامعة الأزهر ومتخصص فى القسطرة، وأجرى لى قسطرة أيضا، فأكد لى أن الشريان مسدود، ولا يمكن معه استخدام دعامة، إنما يجب فتح القلب، وهنا صُدمت بشدة، ولم أعد أصدق ما سمعته، فأنا دخلت المستشفى على قدمى وفجأة يكون علىّ إجراء عملية فى قلبى، لكن الحمد لله قالولى إن عضلة قلبى وشرايينه أيضا بحالة جيدة، فقط جزء منه مصاب، وترجع هذه الإصابة إلى 3 أعوام، وهو ما يتزامن مع وفاة زوجتى، والتى كان لها أثر نفسى كبير علىّ، لأننى لم أتعرض إلى أزمات أقوى من رحيل حبيبتى وزوجتى، لكن عموما الحمد لله قدر ولطف. ■ وما رسالتك إلى جمهورك لتطمئنه؟ - أقول للناس التى تحبنى إننى لم أكن أعرف أبدا أننى محبوب إلى هذه الدرجة، ومندهش تماما بأن هناك من يحبوننى إلى هذه الدرجة، ومهتمة لتعرف حالى وتطورات حالتى الصحية، وناس واخدة بالها منى، والله العظيم ما كنت أعرف إن الناس بتحبنى للدرجة دى، وكونى عرفت فده فضل كبير من عند ربنا الحمد لله عليه، وأقول للى كتب وحش عنى الأول ربنا يسامحك بس أنا دلوقتى كويس ومافيش حاجة. ■ ومن النجوم الذين حرصوا على زيارتك؟ - كل الفنانين اهتموا بى، ومن لم يقم بزيارتى حدثنى تليفونيا أو أرسل إلىّ رسالة على الموبايل، حتى محمود قابيل الموجود بالخارج حرص على الاتصال بى ومتابعتى، وهو أكثر من شقيق، بل إن هناك من كنت أخشى إخبارهم بمرضى خشية عليهم، منهم صديقتى سهير عبد القادر التى كنت أعلم أنها إن عرفت بذلك لكانت فقدت وعيها، كذلك لم أكن أرغب فى التصريح بذلك علنيا حتى لا يُقال علىّ إننى «مزودها». ■ ومن الفنان الذى توجه إليه عتاب لعدم زيارته لك؟ - الحقيقة لا يوجد، وأصبح كاذبا إن قلت غير ذلك. ■ وكيف تقيّم ظهورك فى إعلان مستشفى الكبد الذى طرح فى رمضان؟ - أنا غير راض عنه بالمرة، والحمد لله أن عرضه توقف بانتهاء شهر رمضان، لأنه أظهر شكلى أسوأ مما كنت عليه، والحقيقة أن ثلاثة أرباع الخطأ ليس منى وإنما من القائمين على الإعلان، إذ كان عليهم بعد أن يشاهدوا هذه النتيجة أن يطالبوا بوقف التصوير وإعادته مرة أخرى، فمثلا كنت أرتدى قميصا أحمر، ولا أعلم الخلفية التى أقف أمامها، لكنهم طالبونى بارتداء قميص أبيض وجاءت الخلفية أيضا بيضاء، فظهر فقط وجهى فى جزء صغير، الأمر الثانى أننى الحقيقة ودون ضحك أخاف من الدبابير وأكرهها جدا، والإعلان كان يتم تصويره فى جنينة منزلى، وفجأة وجدت أمام عينى «دبور»، لذا ولدت نظرة رعب فى عينى مع الخلفية والقميص الأبيض كانت النتيجة أن ظهورى أسوأ مما كنت مريضا فى الحقيقة، ولكن كما قال الله تعالى «عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم»، فكنت خايف ومذعور من رد فعل الناس على مستوى الإعلان، لكنه دفع الجمهور إلى السؤال عن صحتى. ■ وهل لديك مشروعات تعمل عليها خلال هذه الفترة؟ - المفترض أننى أشارك فى بطولة فيلم «باباراتزى» مع رامى عياش وإيمان العاصى، ولكن ضايقنى أننى مرضت قبل بدء تصويره بفترة قليلة، وكان يتوجب أن أجرى العملية الجراحية، والمضحك أن من اصطحبنى لإجراء الفحص الطبى هو صفوت غطاس منتج الفيلم، ولكن عموما «ربك لما يريد»، وإن شاء الله أستكمل تصويره بمجرد خروجى من المستشفى وربنا يعجل بشفائى. ■ وهل تلقيت عروضا بأعمال جديدة؟ - بالفعل، هناك مسلسل جديد مع كريم عبد العزيز، وفيلم مع المنتج صفوت غطاس، وتشاركنى بطولته سميرة أحمد التى تعود إلى السينما بعد غياب سنوات طويلة، عموما لم أتغيب كثيرا عن جمهورى، فقد عُرض لى قبل رمضان مسلسل «أسرار» الذى خلقنا به موسما جديدا، وأعتقد أنه إذا كان تم عرضه وسط السباق لقل تأثيره وجماهيريته. ■ وكيف تقيم آخر أعمالك السينمائية «خطة بديلة»؟ - هو فيلم جميل ومعقول، لكنه ليس ضمن العلامات المميزة التى قدمتها فى السينما. ■ وما المسلسلات التى شاهدتها فى رمضان الماضى؟ - شاهدت تقريبا كل المسلسلات، ولكن أعجبنى أربعة منها هى «طريقى» بطولة شيرين عبد الوهاب وباسل خياط، كذلك «حارة اليهود» منة شلبى وإياد نصّار، و«تحت السيطرة» بطولة نيللى كريم، إلى جانب بالطبع «الكبير أوى» فأنا معجب بكل أجزائه، وأتابعه باستمرار، لأننى أحب أحمد مكى، وهذه المسلسلات كنت حريصا على متابعتها تمام المتابعة، وأعجبت بكل الوجوه الجديدة التى ظهرت فيها، والحقيقة أن مستوى الفنانين وهؤلاء الشباب مذهل، ولا أصدق أن مصر لسّه فيها ولادة تانى لنجوم موهوبين.. ربنا يبارك فيهم ويزودهم. ■ وما الأعمال التى تعتز بها فى مشوارك الفنى؟ - كثيرة، ففى السينما هناك أفلام «45 يوم» مع أحمد الفيشاوى وغادة عبد الرازق، «أسرار البنات» مع دلال عبد العزيز، «واحد من الناس» مع كريم عبد العزيز، وفى الدراما التليفزيونية أعتز كثيرا بمسلسل «الملك فاروق». ■ وما تقييمك لحال الفن فى الفترة الأخيرة؟ أجد أن مستواه يتقدم، وأصبح عندنا مخرجون ومصورون وممثلون أفضل، وقصص مميزة يكتبها مؤلفون موهوبون، بل إن الأعمال الدرامية التى تم عرضها فى رمضان جعلتنى منبهرا بمستوى الدراما، وأعتبر أن الفن خلال العامين الماضيين قفز قفزة قوية لأعلى، وإن كنت الحقيقة حاليا أعانى من هم أهم من فكرى فى ما وصل إليه الفن مؤخرا، وأتمنى عندما أقف على قدمى مرة أخرى أساعد فى هذه القفزة، خصوصا أننى رفضت أخرج أمس، وفضلت أظل يوما آخر حتى أطمئن وأكون مرتاحا نفسيا. ■ ومَن المخرجون الشباب الذين تطمح فى التعامل معهم الفترة القادمة؟ - أنا عملت تقريبا مع نصفهم، وأتمنى بالطبع أن أكرر التعاون معهم، وتقريبا منذ أن تغيرت خريطة المخرجين قدمت نحو 10 مسلسلات نحو 6 منها كانت مع مخرجين شباب. ■ وماذا عن طموحاتك فى مجال الموسيقى؟ - من زمان وقفت خطواتى الموسيقية، وعندما أشتاق إليها أذهب إلى أصدقائى لأستمع إليها. ■ وما تقييمك للدورات الأخيرة من مهرجان القاهرة السينمائى؟ - شهادتى مجروحة، لأننى توليت مسؤوليته لمدة 7 سنوات، لذا طلبت من سهير عبد القادر التى كانت نائبتى أن تستكمل وجودها فيه، لأنه سينهار إن غادرت، حتى إن تم تغييرى أنا ومجموعة من العاملين فيه، فليس المهم أنا، ولكن المهم المهرجان يستمر بمستواه المتقدم، لكن هى عمود المهرجان، ولم يكن يجوز أن تغادر هى أيضا.